عبر العقود الطويلة وخلال الاحتلال الفرنسي، لعبت المرأة الجزائرية دورا مهما في مقاومة الوجود الاستعماري، وتحملت مسؤولية تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي وكانت السند الحقيقي للرجل في كفاحه المسلح ضد الهيمنة الفرنسية.
نساء بطلات، مجاهدات وشهيدات، سجلن تضحياتهن بأحرف من ذهب وكن بالفعل مفخرة لكل الأجيال المتعاقبة، قهرن غطرسة العدو وقاومن أشكال الترهيب والتعذيب، منهن من استشهدن في ساحات الوغى، وأخريات لازلن على قيد الحياة، يروين معاناتهن مع جلادي فرنسا الاستعمارية، ولكن أيضا صمودهن وشجاعتهن وهن بين أيادي آثمة تعبث بكرامتهن دون استحياء، ومع هذا بقين وفيات لواجب النضال الوطني.
نضال المرأة المتعدد الأشكال تجلى من خلال تميزها في رفع السلاح وحمل القنابل في الأماكن التي تحددها القيادة العسكرية وممارسة التمريض وإيصال الرسائل واخفاء المجاهدين والمشاركة في المظاهرات وغيرها من الاعمال التي كانت تقوم بها المرأة عموما والريفية على وجه التحديد.
دور متميز،أكيد أن آثاره المباشرة وغير المباشرة انعكست على سيرورة حرب تحرير الجزائر، وجعل منها واحدة من أكبر ثورات التحرر في العالم.. لكن هل هذا الدور المتميز اخذ حقه في الذاكرة الجماعية للنضال التحرري، وهل أخذت المرأة الجزائرية حقها بعد الاستقلال مباشرة، وساهمت بنفس الفعالية في النضال الأكبر، ألا وهو التنمية بمفهومها الواسع.
النساء المناضلات اللواتي لازلن على قيد الحياة يرون أن إرادة إبعاد المرأة عن مواصلة النضال الآخر، أعادها إلى الوراء بعد أن كانت تطمح إلى مشاركة الرجل في مجهود البناء والتشييد مما جعلها تتخلف عن الركب وتبقى في الصفوف الخلفية إلى أن تقرر مؤخرا رد الاعتبار لها من خلال دعم تواجدها في العديد من المجالات الحيوية.
بعد خمسين سنة عن الاستقلال، لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاهل ما حققته المرأة من تطور على جميع المستويات، وكان ذلك بفضل إصرارها على أن تكون عنصرا فاعلا في المجتمع رغم العراقيل التي صادفتها والتي يبدو أنها لم تؤد إلا إلى عزمها على رفع التحدي مهما كانت الصعوبات، وقد وفقت في ذلك في الكثير من الأحيان.
دور متميز في حاجة إلى تثمين
سلوى. ر
29
أكتوير
2012
شوهد:1319 مرة