حال الدنيا

معركة المقعد الدائم ...

أمين بلعمري
29 جانفي 2021

هل من المعقول أن تبقى قارة بحجم افريقيا بتعدادها البشري الذي يناهز مليار و200 ألف نسمة بمساحة 30 مليون كلم مربع دون مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي؟              
التغيرات الكبيرة التي شهدها العالم قوٌضت المعطيات التي بني عليها عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وفق منطق (المنتصرين) العام 1945 لأن تلك الدول التي هزمت النازية ورسمت عالم ما بعد الحرب، لم تعد وحدها اليوم تحتكر التفوٌق العسكري والتطور التكنولوجي، كما لم يعد من الممكن اختصار مفهوم المجتمع الدولي في خمس دول، تملك صفة العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وبذلك تملي المعايير وتشرٌع القوانين دون استشارة بقية العالم؟ !              
القارة الافريقية التي واجهت أكبر وأعقد النزاعات لعقود لا يمكنها أن تبقى مستعبدة أو مهمٌشة دون البحث عن حلول لأزماتها وتنتظر دائما الحلول من الخارج وهذا ما يفسر استدامة هذه المعضلات الافريقية التي لا يمكن حلها إلا بوصفات افريقية وبعقول وسواعد الأفارقة أنفسهم وكذلك الشأن بالنسبة للتنمية التي لم تر النور في قارتنا لأن الدول الكبرى مازالت ترى فيها مجرد مخزون للمواد الأولية واليد العاملة ثم سوقا لتصريف منتوجات صنٌعت بخيرات وسواعد الأفارقة؟.             
الجولة الافريقية التي قادت وزير خارجيتنا، صبري بوقدوم لم تحمل هما جزائريا بقدر ما حملت آمال وتطلعات كل شعوب ودول القارة السمراء فالجزائر التي طالبت في سبعينيات القرن الماضي بنظام دولي اقتصادي منصف يراعي خصوصية دول الجنوب وفي مقدمتهم إفريقيا، ها هي تجدد مطالبتها بإنصاف هذه القارة من خلالها إعطائها المكانة التي تليق بإمكانياتها، حجمها وقدراتها على المساهمة في بناء عالم جديد تسوده مبادئ العدالة والتضامن الدوليين لإرساء سلم وأمن مستدامين في هذا العالم، ولن يكون ذلك ممكنا إلا بالقضاء على الفروقات التنموية وإنهاء سياسات الاستغلال والنهب وتوظيف الإرهاب الدولي وما ينتجه من قلاقل لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية على حساب الشعوب الإفريقية، التي عانت الاحتلال والاستغلال لقرون خلال حقبات مظلمة من الاستعمار التقليدي استبدل بمنطق نيوكولونيالي للإبقاء على تبعية القارة إلى الأبد.
 التغيرات التي يشهدها عالم يتجه نحو مشهد متعدد الأقطاب وظهور ما يعرف بالدول الناشئة يجب أن يستغلها الأفارقة لإسماع صوتهم وحجز مكان بين الأمم والشعوب. لهذا الأفارقة مطالبون بالالتفاف حول كل المبادرات الآتية من داخل افريقيا لأن خلاص القارة يتحقٌق فقط بتضامن افريقي - افريقي، ما أحوج القارة إليه اليوم لخوض معركة افتكاك مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024