كانت ملامحه الحادة تحيط بابتسامة عريضة هادئة، وتنفس الصعداء بعد أن طرحنا على ''يوسف'' سؤالنا، ''بما أنك تعمل على مدار السنة في اقتناص الفرص لجلب رزقك، ألا تعتبره اجتهاد في خلق منصب عمل دائم؟''.
''يوسف'' الذي تصدّر الموضوع الرئيسي لصفحة ''شباب بلادي'' شاب يمضي في الأرض تحت ظلمة الفجر مدركا أنه يجود عليه ببركاته فيسعد قلبه غير مبال بأوجاع الحياة ومصمما على ترك الهموم جانبا، يشق طريقه في مسافة زمن يمتد ولا يمتد، هذا ما تنم به جعبة شاب يرفض الكسل والتكاسل وينبذ اليد السفلى.
ما أجمل أن تكون إرادتنا قوية وترفع قامتنا عاليا، لكن؟ ولأن البشر يختلفون ولكل إنسان طريقته في رؤية الأشياء، فهل يكون ''يوسف'' الشاب بإرادته الصلبة قد تحدى لعنة البطالة وقد ثمل الناس بالفوضى، وهل يكون قد قهر فقرا يفضح عيوبا تسترها الحياة الكريمة والرغيدة عادة.
فبالمقابل وبين شاهد وشهيد، اعترف ''عبدو'' باستهان عيون تنطق بلغة صامتة تعكس كل معاني الاستياء إلى حد الغضب، تجاه شاب يافع يعمل من أجل لقمة عيش تمنى أن تكون مقننة في إطار مادة قانونية تذيب عواطف الشر والحقد نحو الآخرين.
فلمن ترجح الكفة أيها الميزان؟ فبين الداء والدواء وجع قد لا يدركه حكيم ولا إنسان.
بين شاهد وشهيد
نبيلة. م
28
أكتوير
2012
شوهد:1291 مرة