طوارئ في كبريات المخابر للكشف عن موعد الشروع في استعمال لقاحات مضادة كورونا، حيّر بشرية، لم تجد مخرجا لوباء لم تألفه في تاريخها، واضعة أملا في أهل العلم لإخراجها من الكابوس.
انطلقت مخابر لها تجارب وعلامات مسجلة، تسابق الزمن لكشف اللقاح السحري، معتمدة على ميزانيات بوزن دول، متجاوزة تداعيات الظرف الصحي الاستثنائي وشلل منظومات اقتصادية شحّت مداخيلها وولدت أزمات معقدة، لها ثقلها البارز على الأسر والوحدات السياسية.
ورافقت هذا المسار الصعب، تحذيرات تطالب التجنيد الدائم والبقاء في حالة تأهب قصوى، لمواجهة أسوإ الاحتمالات بسبب تطورات الآتي، وما يروج عن امتداد آثار كوفيد-19 لعقود.
وحدهم الباحثون وعلماء الطب والصيدلة، لم يستسلموا لليأس، مفضلين التضحية للتوصل إلى لقاحات تعيد طمأنينة لنفوس حائرة، تتابع بقلق زائد عن اللزوم تزايد حمى الإصابات والوفيات، متسائلة ماذا بعد الموجة الثانية التي حصدت بلا توقف، أرواحا آدمية وخطرها الداهم لم يتوقف في الزمكان.
وحّد كورونا عالما فرقته السياسة، وأشعل فيه تناحرا غير مسبوق قاعدة «الاتفاق على عدم الاتفاق» وصراع جيو-استراتيجي على إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية لعدة مناطق ودول، استجابة لمصالح ونزاعات فرض النفوذ.
فرض الوباء، ولو لفترة محددة، تضامنا دوليا، وعزز معركة مشتركة تم تقاسم فيها الأدوار، ووزعت الوظائف لغاية واحدة: التحالف المقدس ضد الفيروس.
وجاءت تطمينات من مقرري السياسة الدولية، أن استعمال اللقاحات وتوسيع عمليات التطعيم تتم وفق رزنامة تنهي نقاشا عقيما. وهو إجراء علاجي لابد أن يتبع، وقاعدة ثابتة تعلو فوق حسابات ربحية ضيقة أو إقصائية غير مقبولة، طالما أن المسألة تتعلق بالحياة البشرية.
إنها معادلة متوازنة لشراكة، أملاها الطارئ الراهن، بين دول نافذة وشركات صناعة أدوية وصيدلانية، لمواجهة عدو واحد، لا يرى بعين مجردة يخترق حواجز الجغرافيا وحدود الأوطان، واضعا منظومات صحية بكاملها في هشاشة وجدت في اللقاحات السحرية، الأمل لإصلاح خلل وترميم ما أفسده الإنسان، وما لم يضعه في الحسبان في مقاربة البناء والتطور.