أيقن قادة جيش وجبهة التحرير الوطنين منذ اندلاع حرب التحرير أهمية وسائل الإعلام الثقيلة، لاسيما الإذاعة باعتبارها سلاحا فعالا في توجيه الرأي العام الوطني والدولي . وخاصة بعد أن أصبحت الدعاية إحدى الأدوات الأساسية التي استخدمتها السلطات الاستعمارية لتحطيم معنويات الجزائريين، وإضعاف ثقتهم بجيش التحرير الوطني من خلال التشكيك في انتصاراته .
لهذا فكر صناع الثورة في إيجاد وسيلة تمكنهم من القيام بعمل إعلامي دعائي يقوم بتزويد الجزائريين بالأخبار وتطورات الثورة في الداخل والخارج، وشرح القضايا الوطنية من كل جوانبها .وازداد إصرار القادة في دخول حرب الموجات السمعية وخاصة بعد أن أكدت وثائق مؤتمر الصومام على أهمية وسائل الإعلام والدعاية ودورها في الثورة المسلحة.
اعتمدت الثورة الجزائرية في إيصال صوتها إلى الشعب الجزائري والى العالم على إذاعات الدول العربية ، وعلى الخصوص المصرية والتونسية . وبطبيعة الحال لما تفطنت السلطات الاستعمارية لذلك لجأت للتشويش على تلك الإذاعات عبر إنشاء عدة محطات بكل من الجزائر، قالمة، سكيكدة، سطيف، تيزي وزو، المدية، سور الغزلان وتلمسان. إلا أن مخططاتها باءت بالفشل وتمكن جيش التحرير من إيصال صوت الثورة الى كافة ربوع الجزائر، وإبطال أكاذيب الاحتلال.
واليوم ونحن تستذكر، الذكرى ال٥٠ لاسترجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون نترحم على شهداء المهنة كإسماعيل يفصح، ورشيدة حمادي والمدير العام للتلفزيون محمد عبادة، وغيرهم من الإعلاميين .
سلاح الإعلام
سهام بوعموشة
26
أكتوير
2012
شوهد:1513 مرة