تعتبر ظاهرة الكتب الجامعة محطّة أولية للكثير من الأقلام الفتية أو المبدعين في أولى خطواتهم نحو القارئ، ونحو سوق الكتاب، فهي بالنسبة للكثير تجربة جديرة بالخوض والعناء للكثير، وفرصة لشق الطريق والتمركز ولو قليلا في المشهد الثقافي.
تجربة يعتمدها خاصة الكتاب الشباب لنشر نصوصهم من القصة القصيرة، والشعر والخواطر والمقالات، في محاولة منهم الظهور ولفت انتباه القارئ لموهبتهم، ويشجعها دور النشر التي يتهمها البعض بـ «محاولتها الربح السريع على حساب الأقلام الناشئة».
ويعيب البعض الآخر على هذه الكتب الجامعة أنها لا تحتوي المستوى الفني والجمالي للنصوص المنشورة، كونها تضم أساليب متعددة في الكتابة يختلف أصحابها في مدى التمكن من الموهبة والإلمام بفنيات الكتابة الأدبية. وفي أغلب الأحيان أيضا يتم إصدار هذه الكتب دون عرضها مسبقا على لجنة القراءة في أحيان أخرى لا ينتقد محتوى نصوصها ولا يتم تصويب الأقلام التي أنتجتها».
وبين هذا وذاك، يستحسنها العديد من أهل الأدب المخضرمين، الذين يرون فيها دائما فرصة الانطلاقة الأولى بالنسبة لكل مبدع يكافح من أجل الظهور في المشهد الثقافي، وتجسيد إبداعاته ورقيا بالرغم من اعتمادهم دائما على النشر الالكتروني في محاولة منهم لمواكبة العصرنة.
هذه الظاهرة تحتاج ـاليوم إلى دراسة لواقعها، كونها مربوطة بوثوق بالكتابة الشبابية والإبداعات الناشئة، التي يمكن تشجيعها وتنوير طريقها من أجل إثراء المشهد الثقافي، وتكوين مبدعي وأدباء الغد.