رايتنــا .. وحدتنــا

جمال أوكيلي
16 أفريل 2019

المشهد المتنوع الذي صنعه الحراك.. أبرز مواقف لا تعد ولا تحصى معبرة عن حماس فياض تجاه قضايا سياسية اقتصادية، اجتماعية، وثقافية، من خلال الشعارات، الصور، الهتافات، اليافضات والكتابات على الورق أو القماش تارة بقلم اللباد، وتارة أخرى بالبنط العريض المطبوع، كل ذلك يعطي للملاحظ الخلفية.
وإن كان هناك من ينتظر «الجمعة» لإكتشاف المزيد من هذا الديكور في وسط المواطنين، المتفاعل مع أحداث الأسبوع، فإن قلوبنا  تعتصر ألما عندما يلوح البعض، برايات غير الراية الوطنية، في ذلك الزخم من الناس، كنا نعتقد بأن أصحابها يتحلون بحد أدنى من قيم الوحدة لا يعودون إلى مربع النعرات والنزاعات التي أضرت كثيرا بالبلاد، كيف يعقل اليوم أن يتجرأ البعض على إخراج تلك الرايات في الساحات العمومية، ترفع إلى جانب العلم الجزائري، الذي استشهد من أجله الملايين من خيرة أبناء هذا الوطن.
هذا الكلام ليس ديماغوجيا نابعا من لغة الخشب أو صادرا عن تداعيات خطاب حزبي، لا أبدا وإنما هو تنبيه لكل الأحرار بأنه لا يحق لأي كان أن يتلاعب بالعلم الوطني، ويستغل الفرصة من أجل الدعوة إلى هذا الخلط، ويشوش على عقول الأجيال القادمة بأن هناك رايات أخرى، هذا تجن وإعتداء على تاريخ الوطن، وتضحيات شعبه البطل، ونكران لصناعي مجد الجزائر وشهدائها ولكل الرجال الذين يسهرون على البلد.
هذه الراية الخضراء، الحمراء والبيضاء كانت البوتقة الذي إنصهر فيها الجميع، وذابت بداخلها كل الإيدلوجيات والحساسيات، ولازمت الكل في مسعاهم الكفاحي والنضالي.
أي من التحرير إلى البناء، كانت ترفرف في مقرات المجاهدين، وفي المؤتمرات التاريخية، وفي مظاهرات ١١ ديسمبر ١٩٦٠، وعند الإستقلال وبعده ورفعت خفاقة في العالم باسم الجزائر.
بالرغم ما يسمع اليوم هنا وهناك من أقاويل لا تتماشى مع منطق العقل، فإن دعاة هذا الإنفتاح غبر المحدود يريدون إطلاق أو بالأحرى ترسيخ صورة وهمية في مخيلة الناس عندما يرون البعض حاملا لعلم لا علاقة له بأعماق هذا الشعب.
لابد من التأكيد هنا، وبناء على ما سبق بأن في رايتنا المتينة، كالبنيان المرصوص، لا يستطيع أحد إختراقه أو هدمه، بوصلة كل الجزائريين الأحرار في مسيرتهم للحفاظ عليها وحمايتها، وخير دليل على ذلك العبارة المؤثرة في مغزاها والقوية في مدلولها ألا وهي «خاوة خاوة» كلمتان حساستان جدا تحركان الوجدان وترتقي به إلى مستوى من التفكير الواقعي للمعنى المقصود، تقشعر لهما الأبدان، لا يستطيع أي خطاب مهما إحتوى من المحسنات البديعية أن يمرر الرسالة، كون ذلك نابعا من أغوار الشعب كله يترجم الوحدة العميقة  بين أبناء الوطن الواحد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024