إضراب متواصل ومخاوف من سنة بيضاء

الجامعة الجزائرية إلى أين؟

فنيدس بن بلة
15 أفريل 2019

إلى أين تسير الجامعة الجزائرية الواقعة تحت تأثير الحراك الشعبي الموجهة عن قصد نحو الاضرابات المفتوحة التي لا تبشر بخير وتعيد  الى الواجهة تهديدات السنة البيضاء؟.
إنه السؤال المحير الذي يفرض نفسه في يوم العلم ويعيد الاشكالية القديمة الجديدة كيف يمكن ان تكون الجامعة الجزائرية قاطرة التحول والبناء، تخرج كفاءات مؤهلة لتولي دواليب التسيير والقيادة  والفكر وصنع القرار.جامعة يستثمر فيها لتكوين موارد بشرية لا تكتفي بالتحصيل العلمي المعرفي الذي بحوزتها لكن تواصل مهمة البحث والابتكار واقتراح حلول لأزمات معقدة. جامعة لا تخرج اطارات حاملة لشهادات كاسدة لا تنفع ويفرض على اصحابها الدخول الاجباري في عملية رسكلة  فورية وتأهيل  في ورشات تقام حسب الحاجة والمقصد.
اإنها وضعية تثير الحيرة في ظل دخول الجامعة في اضراب يجهل متى ينتهي تغذيه شعارات تتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعاكس الواقع وتناقضه.شعارات ليست بريئة تردد على الملإ وتجد السند والتعليق غير محسوب العواقب وسوء التقدير:« سنة بيضاء أحسن من 20 سنة سوداء». وسط هذه الجموع الطلابية المتمادية في ادارة الظهر للتعليم، وجد آلاف الطلبة انفسهم اسرى وضع صعب وسؤالهم المردد الى متى هذه التجاذبات.ام المعقول الاستمرار في الوقفات والمسيرات السلمية تاييدا للحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام السياسي ورحيل رموزه والجنوح الى الاضراب على مدار الايام وعدم الاكتفاء بالمظاهرات كل جمعة سلمية فقط . وبعدها الاقبال على مدرجات الدروس  والتسلح بابجديات العلم واسرار المعرفة لتطوير العقل الذي يعد المنطلق الاساسي للبناء والتطور ومنه المساهمة في التغيير على اسس من الجدية والعمق والانتماء  لوطن يوجد في معترك التحول لصناعة منظومة سياسية واقتصادية واجتماعية بديلة.
نعتقد جازمين ان خدمة الحراك الشعبي المطالب بالتغيير الجذري والاصلاحات العميقة للنظام السياسي المؤدي الى جمهورية جديدة يفرض رؤية اخرى ومعادلة بديلة تقضي الاقبال بكثافة على مقاعد الدراسة بالجامعات والتسلح بالوعي الزائد عن اللزوم وتدارك ما فات من معوقات التطور والبناء واعتماد مشروع وطني يشعر فيه الجزائريون بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم بفخر الانتماء اليه والانخراط في سيره ومساره والطلبة في الصدارة باعتبارهم بناة الغد وحاملي مشعله، لان اي مشروع يجد قوته ومكامن فرص نجاعته في التعليم المتميز الموجه لعلاج مشكلات الظرف والمجيب على التساؤل اي الخيارات في احتلال موقع متقدم في عصبة الامم.
لان اي مشروع وطني لا بد ان تكون الجامعة المنتجة الأساسية للفكر والمعرفة المرافقة الموفرة له لفرص النجاح .فكيف يكسب الرهان عندنا اذا تمادت هذه المرافق العلمية المعرفية في غلق الابواب والمنافذ امام طلاب العلم بحجة مساندة الحراك والقبول الطوعي لعدم لعب وظيفتها الريادية كمنابر وفضاء معرفة تسابق الزمن لتزويد الطلبة بما يحتاجونه الان وغدا أليست الجامعة قاطرة التقدم؟ .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024