من تجليات الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فبراير الماضي، إطلاق فنانيها ومثقفيها العنان لمواهبهم وإبداعاتهم للتعبير بها عن انتقادهم ورفضهم للأوضاع الراهنة والمطالبة بتغييرها للأحسن، لما يخدم الثقافة والمجتمع.
هي طريقة حضارية راقية للنقد ترجمها الفنان التشكيلي في رسمه لجداريات ولوحات تحاكي الأمل في غد أفضل، انطلاقا من العاصمة لتشمل العديد من الولايات الداخلية كان آخرها أمس، ولاية جيجل التي وبفضل تكاتف جهود إبداع أبنائها لبس الفضاء الخارجي رونقا أجمل، وترجمها الشاعر من خلال قصائد تصدح حنجرته بها شغفا بفضاء أنقى، والمطرب أغاني تحكي عن الوطن وحماته وحب أبنائه، وكتبها المبدع نصوصا حملها غضبه وحلمه بوطن يتسع للجميع.
والشاعر قصائد شغوفة بفضاء أنقى وأجمل، والمطرب أغاني تحكي عن الوطن ووحب أبنائه له، والمبدع، نصوصا حملها غضبه وحلمه وورأيه في كيف يمكن تسير البلاد بطريقة أنجع.
وما تشهده الجزائر من مطالب أبنائها المبدعين بالتغيير والمعمورة تحتفي باليوم العالمي للفنان، هوفي حد ذاته صورة فنية رائعة للنقد البناء، الذي يصنعه الجزائري بطريقته الخاصة، مفرجا بذلك عن كل مكنوناته وجاعلا إياها وسيلة سلمية لمخاطبة الأخر بلون أخضر وابيض واحمر وبنوتة موسيقية وكلمات موزونة الحروف، حتى وإن لبسها العتاب ونوع من الغضب تبقى في سياق الوطنية وفي روح التسامح والانفتاح على الأخر.
والجميل في الأمر إن الفنان الناقد اليوم متيقن أن التغير للأفضل يبدأ من الساحة الثقافية، ومن المبدع نفسه، الذي عليه أن يكسر القيود التي تلجم موهبته ليوظفها في سبيل بناء الوطن الأم وتحسين صورته في الداخل والخارج فبالثقافة نرتقي وبالنقد البناء نبقي على مسار راق متجها دائما نحوالأمام.