تستوقفنا سنة 2018 وهي على أبواب الرّحيل للرجوع إلى أهم المحطات والمواعيد التي ميزت المشهد الثقافي الوطني، والتي صنعها رجالات الفن والفكر والأدب بكل أجناسه، من خلال المعارض والملتقيات والندوات الفكرية. مواعيد وإن مسّتها سياسة ترشيد النفقات والتي غالبا ما عرفت التقليص في مدة إقامتها، استطاعت أن تبرز المواهب الجديدة، وأن تعيد الاعتبار لأسماء عظيمة طالها غبار النسيان.
المشهد الثقافي في سنة 2018، كان محط أنظار الإعلام بكل وسائله السمعية، البصرية، الالكترونية والمكتوبة، وكان أيضا محط اهتمام وتتبع المواطنين والمثقفين عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، بدليل الزوبعة الكلامية والإعلامية التي اقترنت ببعض الأفلام السينمائية الثورية والتاريخية أو بعض من الصراعات وانتقادات العديد من المثقفين للوزارة الوصية.
وعرفت الساحة الثقافية هذه السنة الجديد، من خلال قرارات سامية لرئيس الجمهورية كترسيم يوم 12 جانفي يوما وطنيا يحتفي بيناير، واستحداث جوائز ومسابقات لإبراز المواهب الشابة الوطنية والإفريقية في الشعر والقصة والرواية، والموسيقى والسينما. حراك إيجابي كان للإبداع الشبابي حصة الأسد فيه، من خلال تألّق الأقلام الصّاعدة، التي ظهر العديد منها خلال المعرض الدولي للكتاب، أو من خلال فوزها بالمسابقات الأدبية العربية والوطنية.
هذا الحراك الذي يترجم إصرار المثقفين الجزائريين على إعلاء وترقية الفكر والإبداع، ومجهودات الشباب في التمركز في المشهد ووضع بصمتهم، وكذا اهتمام السلطات العليا للبلاد وحرصها على تمكين المواطن الجزائري من حقه في الثقافة الذي سنّه الدستور، إضافة إلى السهر على الحفاظ على التراث المادي واللاّمادي، وعلى الهوية الوطنية للشّعب الجزائري.