هي اللغة العربية بثراء مفرداتها وعذوبة التعبير بها أدبيا وشعريا، لغة الضاد لغة القرآن، التي تعيش اليوم شأنها شأن كل اللغات آثار العولمة والتطور التكنولوجي والرقمي، هذه العصرنة التي تحمل معها كل يوم كما من المصطلحات الدخيلة والغريبة ويستعملها المواطن العربي بصفة عامة والجزائري بصفة خاصة في رسائله النصية وفي استعماله للانترنت وخلال تواجده على مواقع التواصل الاجتماعي ويتبناها في حياته العملية واليومية.
الظاهرة تعد طبيعية جدا كون الإنسان في حاجة للتفاعل المستمر مع متغيرات المحيط والزمن ليستطيع أن يتطور ويبلور قدراته العلمية والفنية والثقافية. لكن، من الخطأ أن يقوم هذا التطور على حساب اللغة الأصلية ومسايرة الحداثة لا تكون بالضرورة في التمسك بالمصطلحات الهجينة والدخيلة والتخلي عن مفردات المعجم العربي الأصلية.
والتوازن يكون بالإلمام أولا بلغة الضاد والحفاظ عليها وتطوير معاجمها ، ثم دراسة المفردات الدخيلة ، كثيرة الاستعمال في أوساط المجتمع،وهي المسؤولية التي تقع على عاتق اللغويين ومختبرات البحث ، وكذا المنظومة التربوية ومجالي الإعلام والاتصال.
الجدير بالذكر أن الجزائر تولي اهتماما كبيرا للعربية اللغة الرسمية الأولى للبلاد من خلال إنشائها للمجلس الأعلى للغة العربية الذي له اليوم أعمال مشتركة واتفاقيات تعاون مع جل الوزارات الأخرى والمعاهد والجامعات في مشروع يرمي إلى الحفاظ على لغة الضاد والتشجيع على الاستعمال السليم لمفرداتها والتواصل بها.
وتذكر أيضا جهود النخبة المثقفة من إعلاميين وأدباء وشعراء ومترجمين وحرصهم على الإنتاج الثقافي بالعربية مع مراعاة الحداثة والاستعمال الرشيد للمصطلحات الدخيلة والتعامل معها شأنها شأن المفردات الهجينة، مع الحرص دوما على الأصل، وكما يقول المثل الشعبي الجزائري «الجديد حبه والقديم لا تفرط فيه»...