قناة رئيسية في اختيار الأكفّاء لوظائف مفتوحة

الامتحانات الشّفوية محطّة مفصلية للحصول على مناصب

بقلم: جودي عبد النور باحث في التاريخ الحديث والمعاصر

لجنة مختصّة في الموارد البشرية لانتقاء الأفضل

 من المعلوم أنّ التّوظيف في المؤسسات العمومية  والخاصة أصبح يُعلن عنها في الصحف والمجلات وشبكة الأنترنيت، ممّا يدفع بالذين لهم الحق المشاركة والمسارعة في تقديم ملفاتهم وملء استمارات المشاركة مرفقين بسيرتهم الذاتية CV التي يدرج فيها المترشح كل معلوماته، ويخضع بعدها إلى مقابلة أو ما يسمى Interview أو الامتحان الشفوي.

ويُعد الامتحان الشفوي أو الانترفيو أمر مهم جدا في التوظيف في الوقت الراهن، إذ يجتازه المترشحون لاختبار مدى جاهزيتهم لتولي هذا المنصب، وهذا الامتحان يُعد حجر عثرة أمام أغلب الممتحنين وأصبح يؤرقهم وذلك من الانطباع الخاطئ الذي يكونونه عن أعضاء لجنة الامتحان مما يؤثر سلبا عن حالته النفسية، وقد يؤدّي إلى أن يمتنع بعض منهم عن الحضور جراء الضغط النفسي الرهيب الذي تعرضوا له.
 من المعروف أنّ لجنة الامتحانات الشفوية ليست لجنة عادية مكونة من أفراد عاديين يمتحنون الناس، بل هي لجنة علمية تتشكل من دكاترة وإطارات مختصين في الموارد البشرية «Human Resources   «HR، ولهم الخبرة والقدرة على انتقاء واختيار الأجدر لتولي المناصب، وذلك من خلال قدرتهم على اكتشاف حالات الكذب والتزوير في CV من خلال تعابير الوجه وحركات العين وغيرها. وعلى هذا أردت أن أوضح للمقبلين على الامتحانات الشفوية كيف تتم وكيف يتم التحضير لها على أكمل وجه.
  وممّا لاشك فيه أن للهندام اللائق أثر كبير وإيجابي في نظر الناس كافة، ولا سيما أمام لجنة الامتحان بصفة خاصة، وكما قيل: «ثيابك ترفعك قبل جلوسك»، فعلى المقبل على الامتحان أن يكون حسن المظهر، حسن الثياب، ويتم ذلك قبل يوم المقابلة بحيث يقوم بكي ملابسه وتلميع نعله...إلخ.
ويجب أن يأخذ الممتحن بعين الاعتبار نظرة ولو بسيطة على الشركة أو المؤسسة التي هو بصدد العمل فيها، فليس من المعقول أن لا يعرف الإجابة عن سؤال اللجنة وهو: ماذا تعرف عن شركتنا أو مؤسستنا؟!
 وفي الصباح الباكر يقوم المترشح لينظر في السيرة الذاتية التي قدّمها، ويحاول حفظها على أكمل وجه. ويحاول أن يصل قبل ميعاد الامتحان بساعة على الأقل، وعند الدخول على اللجنة يتوجّب عليه أن يستقبلهم بوجهه ويسلّم عليهم، ويضع ذراعيه على قبضتي الكرسي وإن لم يكن للكرسي قبضتين فيضعهما على فخذيه، ويأخذ نفسا عميقا ولا يجمع ذراعيه عند صدره لكي لا يؤثر ذلك على تنفسه؛ ممّا يتسبّب في نقص كمية الأكسجين الداخلة إلى الرئتين ممّا يؤدي إلى زيادة نبضات القلب ويبدأ بالتصبب عرقا، ويجب أن يكون معتدلا في جلسته ويسند ظهره ولا يضع رجْلا على رجْل، ولا يضع رجليه تحت الكرسي بل يجب أن تكونا في وضعية عمودية على الأرض.
من المتعارف عليه عالميا عند المختصين في الموارد البشرية ــ أصحاب الباع الطويل ــ في المقابلات والامتحانات الشفوية طرح أسئلة جامعة أكثر جدية تتمحور في ثلاثة وهي:
❊ أولا:  Introduce yourself as you want we know you   أي قدّم لي نفسك كما تحب أن أعرفك؟ أو سوّق لي نفسك؟ أو بع لي نفسك؟
❊ ثانيا: ماذا تستطيع أن تقدم لنا (شركة، المؤسسة، جمعية...الخ)؟
❊ ثالثا: ماذا ستكون بعد عشر سنوات؟
 وللإجابة على السؤال الأول: بع لي نفسك أو سوّق لي نفسك الذي معناه أعطيني مميزاتك وإمكانياتك حتى أختارك من بين من تقدم للظفر بهذا المنصب، فتجيب عنه بما أوردته في سيرتك الذاتية لا تزيد ولا تنقص كي لا يشك أعضاء اللجنة في مصداقيتك.
ويجب على الممتحن أن يركز نظره على من سأله كي لا يتشتت ذهنه بين أعضاء اللجنة.
أما السؤال الثاني الذي هو: ماذا تستطيع أن تقدم لهذه المؤسسة أو الشركة، فتتم الإجابة فتذكر تمكنك وإجادتك التخصص المطلوب ويستحب ذكر بعض فروع أو أساسيات التخصص، وذلك بضرب أمثلة أو ذكر بعض المعلومات التي يُفهم منها تمكنك من هذا التخصص الذي من أجله وضع الإعلان.
أما السؤال الأخير وهو ماذا ترى نفسك بعد عشر سنوات؟ وهذا السؤال هدف اللجنة منه أنّهم يريدون شخصا طموحا يريد الارتقاء في المناصب للوصول الى القمة، ويرجون منك أن تذكر أعلى رتبة في تلك المؤسسة إن أمكن.
وقد يقول قائل: لقد أجرينا العديد من المقابلات ولكن نتعرض في بعض الأحيان إلى الاستهزاء والسخرية من طرف أعضاء اللجنة، وذلك بطرح أسئلة تعجيزية لعل الهدف منها أن يضحك السائل علينا ومن معه،  فكيف نرد؟ فنقول إن المقابلات الشخصية أو الامتحانات الشفوية ليست مسرحية بل هي امتحان رسمي، ولا أعتقد أن مؤسسة أو شركة تتمتع بسمعة كبيرة أن تختار لجنة للقيام بهذا الغرض من ذوي العقول الفارغة الناقصة! أما إن حدث ووقعت في هذا الموقف، وكان الامتحان الشفوي لابد منه فنجيب على السؤال الاستهزائي بسؤال يشبهه، كأن نقول: أين السؤال؟ أو أريد سؤالا واضحا؟
   وفي الأخير، التوفيق أولًا وآخرا من الله عز وجل، وليعلم الشباب أن ما أصابهم ما كان ليخطئهم وما أخطأهم ما كان ليصيبهم، ويحرصوا على الاهتمام بما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، ويسارعوا في نيل الشهادات والارتقاء بمستواهم الذي يخوّلهم لنيل المناصب العليا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024