حديقة “باتريس لومومبا” تنتعش بنغمات الطبوع الأصيلة
عاد قطار فن “غنوة الشعبي” قادما من العاصمة الجزائر، موطنها وأرض تربتها التي اشتهرت به، وبلغت العالمية عبر أساطين وسفراء تلك الغنوة، وتوقف في هذه الأيام بمدينة البليدة، وتحديدا بالحديقة العامة “باتريس لومومبا”، ليحل بين أهالي المدينة وعشاق هذا اللون من الغناء، في قعدات وأمسيات غنائية تستمر إلى غاية شهر أكتوبر الداخل.
الفكرة الفنية الغنائية، جاءت في مبادرة من مؤسسة ترقية الفنون والنشاطات الثقافية لولاية البليدة، والتي ستحتضنها الحديقة العامة “باتريس لومومبا” بقلب المدينة كل نهاية أسبوع، سيسهر عشاق “الشعبي”، مع وصلات في قعدات عائلية مليحة، تلون ليل البليديين وتمتعهم، لفرق غنائية ومطربين معروفين بالساحة الفنية، بكل من من الجزائر العاصمة والبليدة.
ويأتي النشاط الغنائي، لكسر الروتين واحياء ليالي المدنية الفنية، خاصة وأن البليدة تشتهر برواد في هذا اللون المحلي والخاص بالجزائر، في الماضي والحاضر، أين يعترف اهل الفن والغناء، أن تاريخ ظهور فن غنوة الشعبي بعاصمة المتيجة ومدينة الورود ومسقط رأس العشرات من جهابذة الفن والتمثيل، كان في بالنصف الأول من القرن الـ 20 الماضي، وشكل الثلاثي المعروف بـ عصبة “رشيد نوني وعبدالقادر قسوم ومحمد طوبال “يضاف إليهم المخضرم الفنان جمال بن صامت، قلاع وأعمدة الشعبي على مدارعقود، غنوا وأطربوا عشاق هذا اللون الغنائي، بأجمل القصيد في المديح والغزل.
وحسب مهتمين في الشأن الفني، فإن تاريخ ظهور الشعبي في بداياته يعود إلى تاريخ انتشاره بالجزائر العاصمة، وأن المعلمين الأوائل والسابقين في هذا اللون الغنائي، أمثال “الحاج المحفوظ محي الدين” زوج الرسامة العالمية الراحلة باية محي الدين، وقبله “محمد سيدي السعيد” الذي قدم من العاصمة، وتضاف إليهما الراحلة “فطومة البليدية” وهو ما يؤكد أن الشعبي قدم من تلك القبلة الشمالية، ثم توارثته الاجيال المتعاقبة، ابدع فيه بعض المغنين وأحسنوا الأداء.
