أطلقت مجموعة من الشباب بورقلة مبادرة نوعية من أجل تزيين جدران الطّرق الرئيسية بالمدينة، حيث شملت العملية التي بدأت منذ انطلاق الحراك الشعبي، مؤسسات على غرار مستشفى محمد بوضياف ومركز مكافحة السرطان بنفس المقر، ولاقت استحسان العديد من المرضى الذين أكدوا أن هذه الرسومات والألوان أدخلت البهجة في قلوبهم.
وقال المرضى لنا إن هذه المناطق كسبت جمالا وجاذبية بعدما كانت موحشة، حيث أعطتها الرسوم على الجدران واجهة ساحرة إلى درجة أنها باتت مكانهم المفضل لأخذ الصور ونافذة على الحياة تخفف عليهم الإحساس بالألم، وتنسيهم رائحة وطعم الدواء داخل الغرف.
يشارك في العملية التي مازالت مستمرة بورقلة، شباب متطوع من الجنسين، رسامون محترفون وهواة أبدعوا في رسم جداريات عبر عدة أماكن. انطلاقتها كانت وردة الرمال وسط عاصمة الولاية «المكان الرمز»، وبحي باحميد حيحر كاتو رابعة العدوية مقابل ثانوية خليل أحمد وجامعة قاصدي مرباح مع إنجاز رسومات ولوحات فنية بمستشفى محمد بوضياف أيضا.
وتهدف العملية التي أطلقها مجموعة من الشباب، وكانت بدايتها مع الشباب فاطمة بن داود، نورالدين بولنوار، حسيني محمد الأمين ورائد ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا والعدد في تزايد إلى تصميم رسوم وجداريات تضفي طابعا جماليا على المدينة، كما ذكرت الفنانة العلجة صدوقي إحدى المشاركات في العملية.
ذكرت المتحدثة أن أكبر التحديات التي رفعها الشباب الفنان المبدع، استمرار مثل هذه المبادرات التي لاقت استحسانا وترحيبا منقطع النظير، رغم غياب المبادرة من أية جهة رسمية للتكفل بدعم هذا النشاط ماديا، خاصة أن المشاركين هم شباب متطوع فقط حوّل مدينة ورقلة إلى لوحة فنية مليئة بالألوان الزاهية والمشاعر المؤرخة للحظة.
وأضافت الفنانة، أن هذه المبادرة لو وجدت الدعم الذي يليق بها،من المؤكد أنها ستحقق نجاحا كبيرا، مشيرة إلى أنه من الممكن تعميمها وبناء شبكات عبر الوطن لانجاز مثل هذه الجداريات لتزيين المدن، خاصة أن النجاح الذي حققته في بداياتها ساهم في الرفع من شعبيتها حتى أنّهم تلقوا كمجموعة العديد من الدعوات من طرف بلديات أخرى عبر الوطن، وحتى من جمعيات ناشطة خارج الجزائر.
