أغذية ولحوم وحلويات تستهوي العائلات

زقاق السوافة..السوق المفضلة لسكان خنشلة في رمضان

يعد «زقاق السوافة» أحد أشهر الأسواق الشعبية بخنشلة ومقصد الآلاف من سكانها، لاسيما في أيام رمضان ليتحوّل صباح كل يوم إلى فضاء مفتوح لبيع مختلف المواد الاستهلاكية من أغذية ولحوم وحلويات شرقية وتوابل وخضر وفواكه ومشروبات غازية، مما يضفي على هذا الفضاء حركية تجارية تنتهي عند اقتراب غروب الشمس.
ويعود تاريخ ظهور هذا السوق الذي يتخذ من طرقات وأرصفة شارعي ابن باديس ولحسن مرير بوسط مدينة خنشلة فضاء لعرض مختلف سلع التجار الدائمين والموسميين، إلى ستينيات القرن الماضي، حسب ما أكده لـ/وأج/، الكاتب والباحث في الثقافة الأمازيغية، محمد الصالح أونيسي، مشيرا إلى أن أصل التسمية يعود إلى امتلاك مجموعة من التجار الذين تعود أصولهم إلى ولاية وادي سوف لأغلب المحلات الواقعة بهذا الشارع والذين كانوا مقصدا لمواطني مدينة خنشلة الباحثين عن مختلف المواد الغذائية التي تباع عند «السوافة» آنذاك بأسعار معقولة.
ويضيف الكاتب محمد الصالح أونيسي، أنه ورغم قدوم تجار آخرين من جيجل وغرداية وأم البواقي وحتى من جربة (تونس) إلى المنطقة وتملكهم لمحلات بشارعي ابن باديس ولحسن مرير ورحيل التجار القدامى الذين قدموا من ولاية وادي سوف، إلا أن سكان خنشلة حافظوا على تسمية «زقاق السوافة» لهذا السوق الذي امتلك مع مرور السنوات شعبية لا مثيل لها.

إقبال لافت على الحلويات الشرقية والبوزلوف  والدوبارة

ويعد هذا السوق المفتوح في الهواء الطلق مقصدا للمستهلكين في شهر رمضان، لاسيما بعد نهاية ساعات الدوام وحلول عصر كل يوم ليتهافت سكان مدينة خنشلة على اقتناء ما لذّ وطاب من مواد، لاسيما الحلويات الشرقية التي تتقدمها «الزلابية» بمختلف أنواعها ورؤوس «البوزلوف» المشوية على الفحم بالإضافة إلى طبق «الدوبارة» والدجاج والأرانب وكسرة «الرخسيس».
ويقول حسام مرجان، أحد رواد هذا السوق، أنه يتنقل إلى «زقاق السوافة» لأجل اقتناء رأس «بوزلوف» من عند تاجر تعود أصوله إلى جيجل في حين يقول صديقه لطفي شيتور أنه يقصد هذا السوق عصر كل يوم بعد أن ينهي مصالحه اليومية ليتشهى مختلف الأطعمة والألبان والمأكولات التقليدية التي يعرضها مئات الباعة واقتناء ما يفتح شهيته عند الإفطار.
وبحلول الأسبوع الأخير من شهر رمضان يتخلى الباعة الموسميون بسوق «زقاق السوافة» عن عرض المأكولات التقليدية ومختلف الأطعمة التي كان يتهافت عليها زبائنهم خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، ليتحولوا إلى بيع ملابس عيد الفطر، لاسيما تلك الخاصة بالأطفال.
ويقول عمار لشخب الذي كان بصدد شراء «زلابية النيبولا» التي ذاع صيتها بولاية خنشلة، أن «الكثير من الأسر الخنشلية محدودة الدخل تقصد هذا الفضاء خلال الأيام الأخيرة رمضان لاقتناء كسوة العيد لأطفالها لأن الأسعار المعروضة في المتناول وتشهد تنافسا بين التجار الذين يحاول كل واحد منهم استمالة قاصدي السوق».
كما يعد سوق «زقاق السوافة» مصدر دخل لمئات أرباب الأسر الخنشلية من التجار الموسميين والدائمين الذين يمتلكون أماكن قارة لهم على أرصفة الشارع. وفي هذا الشأن يقول بلال قب، تاجر فواكه، أنه يملك فضاء خاصا بذات السوق
ويقوم يوميا بعرض مختلف الفواكه به وقبل عليه الكثير من المواطنين الذين بسبب الأسعار «المعقولة».
وأضاف المتحدث في ذات السياق، أن عشرات البطالين يستغلون مناسبة شهر رمضان لينضموا إلى قائمة تجار «زقاق السوافة» من خلال عرض مختلف السلع والمنتجات والمأكولات التقليدية ويجدون كامل الترحاب من منافسيهم وسط أجواء تسودها المحبة والأخوة ليفترق الجميع مساء كل يوم على عبارة «صحّة بعد الفطور.»

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024