دعت إلى التقييم النفسي في امتحانات السياقة.. فرحات:

الكفـاءة النفسيـة.. عنوان السياقة الآمنة

فتيحة كلواز

 بالرغم من كل حملات التحسيس والتوعية التي تبادر بها الجمعيات ومصالح الأمن والدرك الوطني، تحولت حوادث المرور إلى “معضلة” تؤرق المجتمع بكل أطيافه، بسبب ما تخلفه من ضحايا وعاهات مستديمة وآلام نفسية وجسدية تقلب حياة ضحاياها رأسا على عقب.

 أبرزت رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين نبيلة فرحات، خلال نزولها ضيفة على “الشعب”، ضرورة التركيز على تكوين المرشح لاجتياز امتحان الحصول على رخصة السياقة بتلقينه ثقافة مرورية تهذيبية تمنعه من خرق قانون المرور، خاصة وأن العامل البشري يمثل نسبة تفوق 90٪ من العوامل المسببة لحوادث المرور.
تتسبب الحركات الجنونية التي يقوم بها بعض السائقين في تهديد حقيقي للمحيط. لذلك، فإن التكوين النفسي والتقني والتكامل بينهما مهم للتقليل من تلك السلوكيات اللامسؤولة وبات ضروريا للحيلولة دون ارتكاب المناورات الخطيرة، يأتي في مقدمتها التجاوز الخطير.
أصبح الاختبار النفسي للسائق ضرورة ملحة لمنح رخصة السياقة للمرشح من عدمه. في هذا السياق، تحدثت رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين عن اللجنة الاستشارية الخاصة للوقاية من حوادث المرور التي تهتم باكتشاف الخروقات الموجودة ورفعها للجهات الوصية لتلافي خطر الحوادث مستقبلا.
ويساهم التقييم النفسي للسائقين، بمعرفة قدرته على قيادة آمنة، لاسيما أن حوادث المرور سببها اختلال أحد العناصر الثلاثة: السائق، المركبة أو البنية التحتية. لكن السائق يحتل مرتبة المحور أو المركز، لأن حضوره الذهني والنفسي أثناء القيادة يكون سببا في تفادي خلل العنصرين الآخرين، رغم تأثيرهما عليه.
ولا يمكن فصل الاستعداد النفسي والمعرفي للسائق عن الثقافة المرورية المكتسبة من المجتمع، وهي ما تلح عليه نبيلة فرحات من خلال إدراجها كمادة في المنهج التربوي، ما يعطي سائق المستقبل وطفل اليوم الفرصة لتعلم أولويات السلامة المرورية، ويحول المعلومات إلى سلوكيات أساسية سائقا كان أو راجلا.
 وقد اختارت وزارة التربية افتتاح السنة الدراسية 2024/ 2025 بدرس السلامة المرورية، يخاطب الذهن ويستخدم الاستمالة العاطفية من أجل توعية مرورية متواصلة ومستمرة، خاصة وأن التلميذ في حالة تماس يومي مع الحياة المرورية عند ذهابه إلى المؤسسة التعليمية، ولتعزيز سلوك الطفل بما يتماشى وآداب الطريق والسلامة المرورية، من خلال تعلم آداب الطريق والالتزام بها كاحترام الإشارات الضوئية أثناء قطع الطريق، استعمال ممر الراجلين والمشي على الرصيف، وتجنب العبور من الأماكن غير الآمنة.
 كما يسمح إدراج الثقافة المرورية في المنهج الدراسي، باستيعاب الطفل أن التربية المرورية ليست مجرد معلومات تلقن وتحفظ، وإنما هي وعي يكتسب وسلوك إيجابي يمارس، فتعويد الفرد على ممارسة السلوك الصحيح لقواعد المرور وآدابه ممارسة طوعية، نابع من الانصياع الذاتي لها وليس على أساس الخوف من العقاب، الأمر الذي يضمن استخدام الطريق بشكل آمن، في المقابل سينعكس على الاستعداد النفسي للسائق على القيادة الآمنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19585

العدد 19585

الأربعاء 02 أكتوير 2024
العدد 19584

العدد 19584

الثلاثاء 01 أكتوير 2024
العدد 19583

العدد 19583

الإثنين 30 سبتمبر 2024
العدد 19582

العدد 19582

الأحد 29 سبتمبر 2024