جائحة كورونا لازالت ويجب التعايش معها، درار:

معهد باستور جاهز لمواجهة أي فيروس جديد

سهام بوعموشة

 

 

 

التلقيح سلاح قوي ضد الأمراض الفيروسية

أكد مدير معهد باستور الجزائر البروفيسور فوزي درار، أن هذا الأخير جاهز لمجابهة ظهور أي فيروس جديد عبر مخابره المرجعية واقتناء أدوات التشخيص الدقيق لوباء جدري القردة، وأشار أن وباء كورونا لم ينته بعد، ولابد من عدم التراخي في احترام البروتوكول الصحي.
قال درار لدى نزوله ضيفا على «منتدى الشعب»، أمس، إن معهد باستور اتخذ كل الاحتياطات عندما ظهرت أول حالة لوباء جدري القردة، ولديه مخابر مرجعية لمنظمة الصحة العالمية، وتم الاتصال بهذه الأخيرة، خصوصا المخابر الموجودة في البلدان التي سجلت حالات.
وأضاف، أن هناك تواصل مع هذه المخابر وأعطي بروتوكول التشخيص الدقيق، واقتنى المعهد مبدئيا بعض الأدوات التي تسمح بالتشخيص الدقيق عن طريق قياس هذا المرض، وهذا لمجابهة أي ظهور لهذا الوباء.
وفي سؤال «الشعب» حول مدى وجود علاج لهذا الوباء الجديد، أوضح مدير معهد باستور أن جل الفيروسات لا تتوفر على دواء مثل الفيروسات القديمة كالأنفلونزا الموسمية وكوفيد-19، وإن كانت هناك أدوية واعدة.
وقال: «لا يوجد دواء فعال للقضاء على الفيروس، المشكل هو وجود فترة حضانة لمرض دون أعراض، وعندما يصاب الشخص، يكون الفيروس في جسمه منذ يومين، لذلك صعب جدا أن نجد دواء يعالج الفيروس».
وأكد البروفيسور درار أن التلقيح هو السلاح القوي ضد الأمراض الفيروسية، وأنه لحد الآن لا يوجد دواء، خصوصا أن نسبة الوفيات بهذا الوباء الجديد ضعيفة، وعندما تحدث الوفيات تمس الأشخاص الذين يعانون من مرض مناعي خطير.
وأشار درار إلى أنه، منذ يومين، سجلت حالة وفاة لشخص من نيجيريا، بسبب القصور الكلوي الحاد، ما ضاعف المرض وأدى إلى وفاة الشخص. وأكد عدم تسجيل أية حالة وفاة بسبب وباء جدري القردة لحد الآن.
وفي رده عن سؤال حول أعراض جدري القردة، أوضح ضيف «الشعب»، أنه بالنسبة للتحاليل السريرية، ما يلفت النظر ظهور أكياس مائية في الوجه، وخاصة في الكفين أو الرجل، تبدأ بإحمرار يظهر على مستوى الجلد ثم يصفر الكيس المائي، قبل الاختفاء تماما وشفاء المريض.
وأضاف، أن المريض حين يصاب بالفيروس في الأسبوع الأول، تكون لديه حمى ووجع في الرأس، وعادة يستغرق شفاء المريض حوالي 21 يوما.
وأشار درار أن المريض يستغرق أسبوعين أو 15 يوما كي يظهر الكيس المائي ويختفي. وينصح أنه عندما يكون المريض مشخصا، يجب أن يبقى معزولا حتى يشفى من الكيس المائي، بظهور جلد جديد وهنا يعتبر المريض بأنه شفي تماما.
وفي سؤال آخر حول جائحة كورونا، أكد ضيف منتدى «الشعب» أن الجائحة لازالت موجودة، ولم تنته بعد وأننا مجبرون على التعايش مع هذا الفيروس لفترة طويلة، خصوصا منذ ظهور السلالة المتحورة أوميكرون، ونسبة الخطورة فيها أقل مما كان موجودا في المتحورات الأخرى.
وأوضح درار أن المتحور أوميكرون طرأت عليه تحولات أخرى، مثلا سلالة المتحورة BA2 تسببت في موجة كبيرة في أوروبا في شهري فيفري ومارس، ما أدى لتزايد عدد الحالات وتسجيل ضغط خفيف نوعا ما على المستشفيات، ثم انخفض المنحنى مؤخرا في إفريقيا الجنوبية، وبعض الدول كالبرتغال، وعادت سلالة متحورة أخرى هي أوميكرون، التي تسببت في ارتفاع BA4 وBA5 وفي ارتفاع عدد الحالات.
وأكد ضيف «الشعب»، أننا لسنا بمنأى عن ارتفاع عدد الحالات من جديد، متسائلا هل سيكون لهذه الحالات تأثير كبير أو تؤدي إلى ضغط على النظام الصحي؟، مجيبا: «لا أحد يمكنه التنبؤ بذلك. ما رأيناه في البرتغال لا يوجد ضغط كبير على النظام الصحي ولكن الدرس الذي تعلمناه من هذا الفيروس، هو أن تغييره يمكن أن يكون مفاجئا، لهذا ينبغي دائما الرجوع إلى البروتوكول الصحي».
وأضاف: «نحن في وسط اجتماعي، الأفراد بحاجة لأن تستريح، لأنه صعب اعتماد إجراءات ثقيلة لفترة طويلة، يجب أن تكون الصرامة أكثر في التعامل مع الإجراءات الوقائية».
وأشار درار، أنه في حالة الارتفاع المحسوس لعدد حالات الإصابة وتغير الوضعية الوبائية، يجب العودة فورا للإجراءات الصحية بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وعدم التهاون والتراخي غير مسموح، قال ضيف منتدى «الشعب».
 وأكد درار، أن هذا الفيروس مازالت لديه قابلية الضغط على الأنظمة الصحية في العالم في الأشهر المقبلة، وهذا يتطلب أن نكون أكثر صرامة في التعامل معه.
وضع استراتجيات
لمجابهة الأمراض
الجديدة أو المتجددة
وحول ضرورة تأقلم البشرية مع الفيروسات التي ستظهر مستقبلا، أكد البروفيسور درار أنها نقطة مهمة جدا، وتعتبر محل وضع استراتيجيات جديدة مستقبلا.
وأوضح أنه لا يمكن أن نتحدث عن كل مرض في حد ذاته مستقبلا، كوباء جدري القردة، وسارس كوف-2، والأنفلونزا التي تعود سنويا، وكذا مرض الالتهاب الكبدي عند الأطفال، والتي سجلت حالات في وقت ما.
وشدد ضيف منتدى «الشعب»، على ضرورة التفكير بشكل أفقي حول الأمراض الجديدة أو المتجددة، ووضع استراتيجية للتعامل مع أي ظهور لمرض جديد، مهما كان اسمه، سواء فيروس أو بكتيريا، مثل فيروس كوفيد-19 الذي ظهر في 2003 وعاد للظهور مرة أخرى في 2019، وفيروس جدري القردة الذي ظهر لأول مرة في 1970، والقريب منه ظهر الآن.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024