أكد المدير العام لمعهد باستور الجزائر البروفيسور فوزي درار، أن فيروس جدري القردة انتشر في أكثر من 23 دولة وسجلت حالات تم تشخيصها عن طريق التحريات الوبائية. كما لم يستبعد احتمال دخول الفيروس الى الجزائر، خاصة مع فتح الحدود، مفندا ما يشاع حول انتشار المرض مع الألعاب المتوسطية التي ستخضع لبروتوكول صحي صارم، بحسب ما صرح به القائمون على التظاهرة.
أوضح البروفيسور درار، خلال نزوله ضيفا على منتدى «الشعب»، أن الجزائر ليست بمعزل عن العالم، ما يجعلها عرضة لمختلف الأمراض الوبائية. غير أن احتمال دخول جدري القردة إلى الجزائر وارد، سواء عن طريق الحدود أو الألعاب المتوسطية، لأن الكثافة عندما تتجاوز التنظيم تصبح إمكانية الانتشار كبيرة، ما يستدعي الالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع انتقال الفيروس أو دخوله إلى الجزائر.
صرح في ذات السياق، أن منظمة الصحة العالمية طالبت بعقد اجتماع طارئ للبحث في انتشار الفيروس، خاصة وأن دولا عديدة انتشر فيها الوباء بسبب غياب التحقيق الوبائي، ما استوجب اتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية من بينها عزل الأشخاص المصابين في الدول التي انتقل إليها الوباء.
أضاف بخصوص الفيروس، أنه لا يوجد علاج، بل هناك تلقيحات وتجارب سريرية تجرى في عديد الدول ولا تنحصر في روسيا وأمريكا، بل حتى في جنوب أفريقيا، وهي بلدان تتوفر على مستوى مخابرها عينات من الفيروس كاحتياط، غير أن الأهم معرفة فعالية التلقيح عند مختلف الفئات العمرية الصغار وحتى الكبار، مشيرا أن اللقاحات متوفرة سريريا، لكن غائبة تجاريا.
الإيجابي في الجزائر -يقول البروفيسور- وجود خلية لمتابعة الأمراض الوبائية وليس جدري القردة فحسب، وهذا للتحكم في الوضع في حال انتشاره، خاصة من حيث التحاليل، حيث تحرص السلطات على توفير الآليات اللازمة بالمخابر لتشخيص الحالات الأولى في حال ظهور المرض ببلادنا.
وبالعودة الى تاريخ اللقاحات، قال درار إن التلقيح ضد الجدري فعال بنسبة 85٪ للوقاية منه، ولم تعد اللقاحات مستخدمة منذ 1980، لكن الأهم في كل هذا تسليط الضوء على الفئة التي تخضع للقاح في حال انتشاره، غير أن المؤكد أن الانطلاقة تكون من الأطقم الطبية لحمايتهم من العدوى.
أوضح في سياق موصول، بأن تحاليل جدري القردة تنطلق بعد ظهور أعراض متوافقة سريريا مع المرض المتمثلة في الحمى، طفح جلدي، حيث تبرز حبوب على الجلد، وعادة ما تكون خفيفة، لكن هناك سلالتين رئيسيتين له تتعلق بسلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10٪، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1٪ من حالات الإصابة.
في تفسيره لظاهرة سرعة انتشاره بين الدول، قال مدير معهد باستور، إن انتقال الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان ليس جديدا، لكن انتشاره بين الأشخاص ضعيف جدا، إلا أن الانتقال المسجل في كثير من الدول أثار الرعب بالنظر لغياب الأسباب، لكن بعد التحريات الوبائية تم الكشف عن كثير من الحالات انتقلت إليها العدوى دون سبب حيواني.
رفد فعل وقائي
بخصوص الإجراءات الوقائية ضد جدري القردة، أفاد البروفيسور بأن الجزائر قادرة على مجابهة الوباء، لكن عليها الالتزام بجملة من الإجراءات التي تضمن الوقاية من فيروس، مشيرا أن المواطن بعد كورونا أصبح لديه رد فعل وقائي ضد المرض، إلى جانب قيام الباحثين والخبراء بتقييم الوضع الصحي عالميا، مع البقاء في متابعة وترصد الفيروس، والإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها في حال وجودها.
وفي حديثه عن وسائل الوقاية، قال إن تدابير الحماية ضد الكوفيد كفيلة بجعل المواطن في مأمن من المرض، سواء ما تعلق بارتداء الكمامة، القفازات، أو التطهير والتنظيف المستمر، غير أن الأهم متابعة الأشخاص القريبين من الحالة المشتبه في إصابتها لكسر العدوى، مع المتابعة الصحية للمريض لمدة 21 يوما في حل تأكيد المرض.