كشف الدكتور محمد بونعامة من جامعة -02، عن مشاريع لجرد الجرائم الاستعمارية والتوثيق لها بصدد القيام بها رفقة باحثين، وقال: «عندما تصبح قطع الرؤوس نقع في جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية نوثقها من هذا الباب، ونبحث عن الأبعاد الأساسية التي يجب أن نأخذ بها».
قال بونعامة: «نحن في استشرافنا لابد أن يكون لنا دليل توثيقي كوسيلة تقدم للمشرّع الجزائري، حتى يتمكن من سن قانون تجريم الاستعمار». مؤكدا وجوب توثيق مثل هذه الجرائم وتحديدها هل هي جرائم الإبادة، أو جرائم مفقودين.
ويرى الباحث أنه من الأجدر بنا أن نستغل المؤرخ بنيامين ستورا، والاستفادة منه بدل توجيه الانتقادات لتقريره، لأنه يربط بين ثلاث جنسيات يهودي، فرنسي، وجزائري وتعامل معه مؤرخون وباحثون جزائريون في هذا المجال، كاشفا عن تقديم دعوة لمؤرخ شاب فرنسي اختص في الاستعمار الفرنسي، قائلا: «حاولنا من هذا البعد الإستراتيجي الإستشرافي، أن نضع نوعا من التقارب بين ما يسمى بأصدقاء الثورة من مؤرخين».
وأشار بونعامة إلى تكوين لجنة مستقبلا في هذا المجال تحصي جرائم الاستعمار، وتحاول جلب المساعدة والمساهمة من هؤلاء المؤرخين الذين يمكنهم الإطلاع على الأرشيف بسهولة، وبالتالي يستفيد منها الباحثون الجزائريون.
وتحدث ضيف منتدى «الشعب» عن أهمية الأرشيف في البعد الجيو سياسي لدى الدول الغربية، معطيا مثالا بأرشيف فرنسا الذي رحل مرتين، بعدما استعمر هتلر باريس وأول شيء قام به الجنود النازيون هو الذهاب إلى كيدورسي وترحيل اتفاقيات فرساي، ولم تتمكن فرنسا من استرجاع اتفاقيات فرساي الأصلية إلا في الثمانينيات من القرن الماضي.
وأضاف: «وضعت الدول الغربية استراتيجيات للحصول على أرشيفها. عندما نسترجع أرشيفنا نسترجع تاريخنا الذي يحوي كل الأمجاد والافتخار.
النسخة الأصلية لاتفاقيات إيفيان موجودة في فرنسا، ناهيك عن الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر وفرنسا قبل الاستعمار والتي توطد مكانة الجزائر».
وأكد الباحث، أن التقارير الفرنسية كانت تسجل كل شيء وتحدد بدقة والدليل على ذلك رصيد بيت المال والبايلك المتواجدان في مركز الأرشيف الوطني والذي استرجعته الجزائر من فرنسا. وأشار أن الكثير من الجنرالات الفرنسيين اعتمدوا على كتابات العلماء الجزائريين في المجال الزراعي، الاجتماعي، الاقتصادي، الأنثربولوجيا والتاريخ وكتبوا عن الجزائر بأدق التفاصيل.
ودعا ضيف «الشعب» للاهتمام بالمقاومات الشعبية، مؤكدا أن الجنوب يتوفر على دواوين ومخطوطات قيمة يجب استغلالها في كتابة التاريخ الوطني.