قال البروفيسور أستاذ الاقتصاد بالمدرسة العليا للإحصاء والاقتصاد التطبيقي محمد بن عزوز، إنّ الجزائر قادرة على ضمان أمنها الغذائي على الأمدين المتوسط والبعيد، وهي تحوز لذلك كل الإمكانيات المادية والبشرية والطبيعية اللازمة (المقدرات الجوفية والأراضي الصالحة للزراعة والمناخ الملائم)، وبإمكانها التملص بصفة شبه نهائية من تبعيتها الدائمة للخارج في مسألة الغذاء.
يؤكّد ضيف «منتدى الشعب الاقتصادي»، أنّ الظروف الدولية الراهنة تفرض على الجزائر اليوم تأسيس منظومة أمن غذائي وطنية وأخرى إقليمية في إطار التكامل العربي، وهي رؤية من شأنها التأسيس لأمن غذائي مستدام على المدى البعيد.
من جانب آخر، فصل البروفسور بن عزوز، في الأسباب التي حالت دون تقدم الجزائر في تحقيق أمنها الغذائي، حيث قال إنّ السياسات الحكومية المتعاقبة لم تؤسّس لمنظومة أمنية غذائية متكاملة، وركّزت بالأحرى على الإنتاج الغذائي الفلاحي المسجل على مستوى المساحات الكبرى، إذ لم تتوسّع العمليات الاستثمارية الفلاحية وظلّت محصورة على مستوى محدود، ولهذا فإنّ غياب رؤية شاملة لتطوير قطاع الفلاحة تسبّب أيضا في تخلف الصناعة الغذائية، وهي قطاع استراتيجي من شأنه المساهمة بشكل كبير في تنويع الغذاء وتوفير العمالة.
ويؤكّد البروفيسور محمد بن عزوز أنّ المعالجات المقترحة لتغطية النقائص والمشاكل المرصودة على مستوى القطاع الفلاحي ظرفية وآنية، وتفتقر للرؤية البعدية، وهو ما تفسّره الأسعار المرتفعة للغذاء، والعجز الذي كان مسجلا على مستوى الميزان التجاري وميزان المدفوعات، وكذا نسبة النمو الاقتصادي التي لم تتجاوز 2.4 بالمائة، وتدارك ذلك لا يتم إلاّ من خلال توسيع الإنتاج الفلاحي أفقيا وليس عمودياً.