بيئة قانونية اقتصادية ومهنية للممارسة الإعلامية

منظومة إعلامية قوية ضمن الأمن القومي للجزائر

سعاد بوعبوش

 أكد رئيس نقابة ناشري الإعلام رياض هويلي، أمس، اقتصاد الإعلام يفرض حسب المختصين والأكاديميين توفير مناخ وبيئة قانونية اقتصادية ومهنية، ودون هذه العناصر الثلاث لا يمكن الحديث عن مؤسسة إعلامية.
 أوضح هويلي في منتدى “الشعب” أنّ الإعلام في الجزائر يواجه أزمة وجودية، نتيجة العديد من الأسباب، ما جعلت الوسائل الإعلامية مهددة في كينونتها، ما يطرح عدة تساؤلات حول مصداقيتها وقوتها وتأثيرها، لأنه تم وضع بعض الوسائل خارج اللعبة الإعلامية وفي القطاع الخاص الوضع كارثي ومعروف.
وأشار رئيس نقابة ناشري الإعلام أن الجزائر، اليوم، أمام انهيار لمنظومة القيم والتقاليد في ممارسة الإعلام، لهذا فالعمل في القطاع كبير جدا يحتاج إلى بيئة سياسية، بداية بالتفريق بين الإعلام العمومي والحكومي، وفي القطاع الخاص مفهوم الخدمة العمومية تم الدوس عليه، بسبب تحكم الموارد الاقتصادية في توجيه المادة الإعلامية.
وحسب المتدخل وصل الأمر إلى وضع بعض المؤسسات الاقتصادية ورجالات السياسة فوق النقد، وهو ما يتعارض مع حرية التعبير، في حين تتعرض بعض الشخصيات من أساتذة ودكاترة ومسؤولين للجلد الإعلامي من طرف وسيلة إعلامية هضمت حق الجزائريين في المعلومة الحقيقة.
ويرى هويلي أن تنظيم القطاع الإعلامي وإصلاحه يحتاج إلى إرادة سياسية والذهاب إلى أبعد من ذلك باعتباره ضمن الأمن القومي للجزائر ووضعه في الصفوف الأولى لرد الهجمات والحملات الشرسة عليها، ولا يكون ذلك إلا بالتفكير في إرساء منظومة إعلامية حقيقة وقوية.
وأوضح المتحدث أننا اليوم أمام إشكاليات أخلاقية قانونية ومهنية، فلم يعد كافيا إعطاء اعتمادات لإنشاء الجرائد والمواقع الالكترونية، وسن قانون إشهار فقط، فالمطلوب اليوم التفكير جديا في إعادة التأسيس لمنظومة إعلامية متكاملة الأركان والعناصر.
وأشار هويلي إلى أن الملاحظ اليوم أن نفس الممارسات التي كانت سارية للحصول على الجرائد مطبقة لتأسيس مواقع الكترونية، وعلى مؤسسات الدولة كلها أن تتحرك في هذا المسعى لأن هذه المواقع سلاح ذو حدين، وقد لا تؤدي الدور المنوط بها في حال لم تكن بأيادي إعلامية محترفة، معتبرا في هذا السياق اشتراط خبرة ثلاث سنوات في مدير نشر موقع الكتروني غير كاف لأنه في بداية النضج الإعلامي لتسيير الموقع.
وبخصوص الاستثمار في المورد البشري أشار هويلي إلى أن طلبة الإعلام يعانون من نقص في التكوين، كما أن قاعات التحرير لم تعد تصنع صحفيين متمكنين، خاصة مع غياب التواصل معهم في هيئة التحرير، وحتى العناصر البشرية المستقدمة بهدف ضخ دماء جديدة تأتي ولها غايات وأهداف أخرى من اللحاق بالمؤسسات الإعلامية المستقبلة، ولا يتقبلون التدرج أو المرور عبر مراحل التكوين حتى يصبحون صحفيين متمرسين، ويفضلون الاحتكاك مباشرة بالميدان والوصول إلى مراتب أكبر من إمكانياتهم وبالتالي لا تتحقق الجدوى أو الإدارة الإعلامية.
وأكد رئيس نقابة ناشري الإعلام أن الجزائر اليوم مقبلة على تحديات كبيرة لاسيما على الصعيد الإعلامي، فالصحافة المكتوبة لحد الآن لم تطبق الإصلاحات رغم مرور 31 سنة، فيما دخلنا، اليوم، في الصحافة الالكترونية بدون تحضير، قائلا: “ نتحدث على 140 موقع الكتروني، لكن في الحقيقة لا يوجد سوى حوالي 15 أو 20 موقعا معروفا، يمكن أن تقدم مضامين محترمة”، ونفس الأمر بالنسبة للسمعي والبصري، متسائلا كيف لبلاد مثل الجزائر تمتلك كفاءات وإمكانيات مادية معتبرة لا تمتلك توطين القنوات الخاصة نظرا لكونها تابعة لبلدان أجنبية، في حين يتم الحديث عن 53 قناة وهي ليست قنوات وطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024