دعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بركاني بقاط، إلى إخراج مرضى كوفيد 19 من المستشفيات للتكفل الحسن بمرضى السرطان والأمراض المزمنة، مؤكدا بأن الجزائر تسجل ما يناهز 50 ألف حالة سرطان جديدة سنويا 25 ألف حالة تتوفى في غضون سنتين من تشخيص الإصابة بالمرض.
حذر بقاط بركاني من أنّ «انخفاض» التكفل بالمصابين بالسرطان جرّاء تفشي فيروس كورونا أثر بشكل كبير وسلبي على نوعية التكفل بالمرضى نتيجة تحويل بعض المصالح الطبية بالمستشفيات لعلاج المصابين بالفيروس، داعيا إلى تخصيص مراكز جديدة للتكفل بمرضى كوفيد 19 بعيدة كل البعد عن المستشفيات الجامعية.
وأوضح أنّ أيّ انخفاض في كيفية التكفل بالسرطان سيدفع المرضى ثمنه «غاليا» خلال السنوات المقبلة، لاسيّما من حيث الارتفاع في عدد الوفيات» مشدّدا على ضرورة وضع مخطط للتكفل الصحي والنفسي بمرضى السرطان.
وتابع المتحدث قائلا أنّ «أزمة كورونا كان لها تأثيرها الكبير على رعاية مرضى السرطان بجميع المستشفيات، حيث تعطلت مصالح معالجة السرطان كليا بسبب الجائحة مضيفا أنّ هذا الواقع سيكون له تأثير في العدد الإجمالي لوفيات السرطان في السنوات القادمة’’.
وبرأيه فإنّ الضغط الكبير على النظام الصحي بالجزائر أثر بشكل خطير على الخدمات العلاجية لمرضى السرطان، كما أثر سلبا على خدمات العلاج الإشعاعي أيضا.
وحذر بركاني من ارتفاع عبء السرطان أكثر في السنوات المقبلة لعدة أسباب «من المرجح أن يرتفع عدد الحالات الجديدة بالجزائر وبنسب قد تفوق 50 بالمائة’’.
وأضاف «معظم مرضى السرطان لم يتلقوا العلاج خلال العامين المنصرمين نتيجة تحويل المصالح الجراحية والخاصة لعلاج مرضى كوفيد 19 إلا في حالات حرجة تستدعي تدخلا ‘’فوريا»، مؤكدا أنّ مرضى السرطان هم الأقل مناعة وهشاشة في مواجهة فيروس كورونا وهم الأحق بالرعاية والوقاية من غيرهم .
وليس فيروس كورونا وحده الذي تسبّب في تدهور الوضع الصحي لمرضى السرطان في الجزائر بحسب بركاني، بل هو نتاج العديد من التراكمات من بينها هشاشة النظام الصحي وتدهور المنظومة الصحية بالجزائر، نقص في الأدوية والأجهزة الصحية والعلاجات الخاصة.
اللقاحات المعتمدة فعالة
وبخصوص فعالية اللقاحات المعتمدة ضد المتحورات الجديدة من الفيروس قال رئيس عمادة الأطباء بالجزائر بأنها فعالة ضد جميع السلالات الجديدة وباستطاعتها التخفيف من المضاعفات المصاحبة للفيروس، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى مواصلة أخذ الحيطة والالتزام بالإجراءات الوقائية من الفيروس.
وقال بركاني إن ‘’المتحورات ظاهرة شائعة وحميدة في أغلب الأحيان لكنها يمكن أن تصبح خطيرة «إذا قامت بتعديل سلوك الفيروس».
وأضاف « المتحورات يجب مراقبة تطورها عن قرب ومراقبة تطور المتحورات بين المواطنين واتخاذ الإجراءات الأكثر ملاءمة لاحتوائها والسيطرة عليها هذا هو المفتاح لمنعها من الخروج عن السيطرة».
وأشار المتحدث إلى أنّ اللقاحات تعدّ السلاح الوحيد لمواجهة المتحورات الجديدة من الفيروس، داعيا في المواطنين إلى التوجه للتلقيج وعدم تأجيل ذلك بسب مخاوف لا أساس علمي لها ‘’يجب أن نمضي قدما ونسرع في عمليات التطعيم والتلقيح حتى لو كانت اللقاحات المتوفرة حاليا أقل فعالية إلى حدّ ما ضد بعض متحورات الفيروس ‘’.