دعا رئيس عمادة الأطباء محمد بقاط بركاني، إلى تبني استراتيجية متكاملة في تسيير عملية التلقيح وكذا المرحلة المقبلة من الوضع الوبائي تحسبا للموجة الرابعة المحتملة، والاستفادة من دروس الموجة الثالثة لتجاوز النقائص وتحقيق التكفل الأمثل بالمرضى والتخفيف من آثار الوباء سواء على المصابين أو المؤسسات الاستشفائية.
أوضح بقاط منة منبر ضيف «الشعب» أنه لا يمكن الاستمرار هكذا على ضوء غياب استراتيجية كاملة، بحيث يتعين العمل بواقعية وتهيئة كل الشروط واقعية التنظيمية والنفسية والمادية والبشرية من أجل تسيير أحسن لعملية التلقيح انطلاقا من خبرة الجزائر في هذا المجال، منذ الاستقلال.
وأشار المتحدث إلى أنّ الجزائر تخوض حرب وقاية، فبالإضافة إلى ضرورة ربح معركة اللقاح ووفرته خاصة بعد التوجه لإنتاجه، لاسيما بعد دخول مصنع قسنطينة حيز الخدمة، هذا الشهر، لإنتاج حوالي 3 ملايين جرعة شهريا من لقاح «سينوفاك»، بهدف تلقيح أكبر عدد ممكن في ظرف قصير لتفادي احتمال الموجة الرابعة.
وفي المقابل، نبّه بقاط إلى ضرورة التنسيق بين الوزارات المتدخلة خاصة وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والصناعة الصيدلانية، لضمان تسيير أحسن وسلس للمرحلة المقبلة وتجاوز النقائص السابقة والتجاوب الآني مع مفاجآت الوباء خاصة مع بروز العديد من المتحوّرات بعدة دول.
وفي هذا السياق، أوصى رئيس عمادة الأطباء بأهمية استغلال انخفاض حالات الإصابة بالفيروس ودخوله في مرحلة الانحطاط، بحيث يجب أخذ الاحتياطات اللازمة من خلال التحضير لخزان استراتيجي للأدوية التي تدخل في البروتوكول العلاجي لكوفيد- 19 خاصة «لوفينوكس»، وكذا الأدوية الجنيسة، وتوفير خزان أوكسجين فالأزمة الأخيرة كشفت عن نقص حاد في هذه المادة وهذا أمر غير مقبول خاصة في حالة الطوارئ.
وطالب بقاط بضرورة انخراط قطاع الصناعة في هذا المسعى، بحيث يجب التوجه نحو إنتاج خزانات أوكسجين احتياطية لفائدة قطاع الصحة ووضعها من أجل استغلالها في حالة الطوارئ لفائدة المرضى، مشيرا إلى أن كل هذا يندرج في إطار ما يسمى بـ «الاستشراف الصحي» الذي يفترض أن تقوم به الوكالة الوطنية للأمن الصحي، خاصة وأن وزارة الصحة تضطلع بصلاحيات وقائية وتنفيذية وكذا التسيير.
وبخصوص التحقيقات الوبائية التي من أجلها تم إنشاء الخلية العملياتية لمتابعتها ومراقبة كورونا، والتي كانت فكرة جيدة -على حد قوله- لكنها لم تؤد الدور المنوط بها، بحيث أكد المتحدث أنه لم تعد بنفس الجدوى، لأن الوباء انتشر عبر التراب الوطني ولم يعد لدينا مناطق أو أماكن موبوءة دون أخرى، لهذا فقد تمّ تجاوز هذه المرحلة والتوجه لما هو أهم فالمعركة ضد كوفيد-19 ومتحوراته مازالت طويلة وتحتاج لنفس طويل.