عادت أرقام الإصابات بفيروس كورونا إلى الارتفاع من الجديد، وكثر الحديث عن الطرق الأنجع للعلاج، خاصة مع التوافد الكبير على المستشفيات، والذي طرح من جديد إشكالية البروتوكول العلاجي الذي يعتمد على الكورتيزون كدواء أساسي لمقاومة الالتهابات، إلا أن هذا الأخير أحدث الجدل، ليخرج البروفيسور جنوحات ويؤكد من منبر «الشعب» أنّه العلاج الذي يظهر فاعلية واضحة وأكيدة.
أكّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة البروفيسور كمال جنوحات لدى نزوله ضيفا على «الشعب»، أن البروتوكول العلاجي في الجزائر لم يتغير، لكن تم إدخال مكمل جديد في قائمة العلاجات والذي يعتمد على الفيتامين «د»، خاصة وأن المنشورات العلمية الأخيرة أثبتت أنّ الأشخاص الذين لديهم تركيز فيتامين «د» في الدم، هم الأقل عرضة لمضاعفات كورونا.
وقال بخصوص الجدل القائم حول دواء الكورتيزون أو ما يعرف بـ «الكورتيكوييد»، الذي يمنح كعلاج أساسي للمصاب بالفيروس، إنه فعال ويحمي المصاب من الأعراض الخطيرة للمرض، موضحا أن علاجات عديدة في مراحل عديدة من بداية ظهور فيروس كورونا علّقت عليها آمال وكانت فعالة وأحدثت الفارق خاصة في بداية الأزمة، لكن سرعان ما تبين أن هذا الدواء فعال في مواجهة الأعراض الخطيرة للفيروس.
وأضاف أيضا، أن هذا الدواء يجعل المصاب بكورونا يتخطى صعوبات المرض، خاصة إذا استحسن استعماله، منوها أن «الكورتيزون» أو الكورتيكوييد عادة لا يؤخذ في الأيام الأولى من المرض ولكن يسمح به بعد فترة، لأن الالتهاب لا يقاوم دائما المرض، مشيرا إلى أن استمراره لفترة طويلة يتسبب في تطور المرض وحدوث الأعراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى الموت أحيانا.
أظهرت التجارب الميدانية - حسب محدثنا - أنّ الكورتيزون هو العلاج الوحيد الذي يظهر فاعلية لكن لوصفه شروطا صارمة لا يمكن التهاون فيها حفاظا على فاعليته من جهة وعلى سلامة المريض من جهة أخرى، لذلك يمنح بعد أربع أيام من المرض إلى غاية الأسبوع الثاني أحيانا للقضاء على الالتهاب، إلا انه يمكن أن يؤدي إلى خفض المناعة إذا تم استعماله لأشهر، خاصة لدى أصحاب الأمراض المزمنة.
ويوصف هذا الدواء - يقول الدكتور- عندما تحصل ردة الفعل الالتهابية في الجسم وتترافق مع الالتهاب في الرئتين، وهنا يستوجب استعمال الدواء كعلاج فعال في هذه الحالة، موضحا أن المغالطات التي تحدث بخصوصه لا أساس لها من الصحة، خاصة وأن عدم استعماله أحيانا ينتج عنه تعقيدات صحية قد تؤدي إلى الوفاة.
غياب الصّرامة عقّد الأمور
اعترف البروفيسور جنوحات بالنقص المسجل في إدارة الأزمة الصحية، خاصة في الموجة الثالثة التي ظهرت منذ شهرين مع بداية ظهور السلالات الجديدة، لاسيما ما تعلق بعدد الأسرة والأكسجين بالمستشفيات، إلا أن العامل البشري أحدث الخلل كون الطاقم الطبي أنهكه التعب ليجد نفسه مرة أخرى في موجة ثالثة أكثر شراسة وفتكا، لأننا نتحدث عن سلالات جديدة أكثرعدوى وانتقالا.
وقال رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، إن المشكل تم التعامل معه بأغلب المستشفيات ومنحت الأيام التعويضية للأطباء الذين نال منهم التعب،في حين بقي آخرون في حالة تأهب لأي طارئ، خاصة وأننا نترقب انتشار كبير لفيروس»دلتا» في الشهر المقبل، وعلينا أن نكون حذيرين في جميع المؤسسات الإستشفائية.
وعرج جنوحات في حديثه، إلى سلوكيات المواطن التي لا تخلو من التهاون والتراخي في التعامل مع الوبا ، خاصة من حيث تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على الصعيد الشخصي والمجتمعي، لأن الحماية مسؤولية الجميع، يقول ضيف «الشعب».
وطالب محدثنا المواطنين بعدم خرق البرتوكول الصحي سواء من خلال المصافحة أيام الأعياد أو المناسبات أو عن طريق الزيارات العائلية في الحفلات والأعراس، لأنها ستكون سببا في زيادة الإصابات، موضحا أن المنحنى الوبائي تتحكم فيه سلوكيات المواطن.
التّهوية السّليمة تقي من الفيروس
وفي ردّه على سؤال «الشعب» حول مدى نقل المكيّفات الهوائية الفيروس داخل المنازل، ردّ أنّها لا تشكّل خطرا في حال وجود التهوية من حين إلى آخر، بالإضافة إلى خضوعها إلى دورة هوائية تمنع دخول الفيروسات إلى البيت، محذرا من تفشي العدوى في حال وجود مريض في مكان مغلق.
واستبعد جنوحات، احتمال دخول الفيروس إلى نظام التكييف أو استخراج الهواء وانتشاره عبر القنوات، مؤكدا على ضرورة فتح النوافذ للتهوية قبل استخدام للتكيف، مع ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين وعدم تطهير القنوات بشكل مختلف، لأن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأكّد في الختام، أنّ التهوية السليمة تحمي من العدوى، خاصة في الأماكن الضيقة والمغلقة، مشيرا إلى أن هذا الشرط ضروري للتخلص من الجراثيم، داعيا الجميع إلى الالتزام بشروط السلامة أينما كانوا، لتفادي ما هو أخطر.