زادت المخاوف من عدم توفّر أسرّة الإنعاش وقارورات الأكسجين بالمستشفيات وتحديدا بمصالح «كوفيد-19»، خاصة مع الإعلان عن الدخول في موجة ثالثة والتي يرتقب أن تزيد شدتها مع شهر أوت الداخل، وتوقع ارتفاع عدد الوفيات بالنظر لسرعة انتشار السلالات المتحورة لاسيما «الدلتا».
أكّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة ورئيس المخبر المركزي بالرويبة البروفيسور كمال جنوحات، أنّ الحديث عن عدم وجود أسرّة لا يكون إلا في حالة واحدة وهي عند امتلائها، وغير ذلك لا أساس له من الصحة، متأسّفا لتسجيل هذه الحالة في أكبر مستشفى بالجزائر مقارنة بمستشفيات أخرى كالقطّار، الرويبة وغيرهما، وهو سبب التباين في تشبع المستشفيات دون غيرها بالرغم من أننا في الموجة الثالثة.
أوضح رئيس المجلس العلمي لمستنشفى الرويبة، أن هناك الكثير من المستشفيات كانت تعمل بطاقة استيعاب 15 %، لهذا وجّهت وزارة الصحة الأسبوع الفارط تعليمات بضرورة العودة للعمل بنفس طاقة الاستيعاب السابقة المخصصة مرضى «كوفيد-19» تحسبا لضحايا الموجة الثالثة، وبالتالي ابتداء من الاسبوع الجاري لن يطرح هذا الاشكال.
وبخصوص إشكالية نقص الأكسجين، أكّد البروفيسور جنوحات أنّ الأمر ليس خصوصية جزائرية وإنما هو مطروح في كل دول العالم، كونها لا تجهّز كل أسرّة إنعاشها بمادة الأكسجين، فمثلا بمستشفى الرويبة من بين 32 سرير إنعاش 20 منها مجهزة بهذه المادة والباقي يتم الاعتماد على ربطها بقارورات كبيرة.
وشدّد المتحدث أنّ الأمر مرتبط بمسألة التّسيير، بحيث بإمكان مدير المؤسسة الاستشفائية التعاقد مع مؤسسة خاصة من أجل تلبية طلبيتهم والتي في كثير من المرات يمكن أن تكون مضاعفة، وهذا ما يتم على مستوى مستشفى الرويبة مثلا.
وفيما تعلّق بتزامن الموجة الثالثة مع ارتفاع درجات الحرارة، أكّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة ورئيس المخبر المركزي بالرويبة، أنّ الأمر مرتبط بتاريخ دخول السلالة المتحورة وسرعة انتشارها، حيث تنتظر السلالة شهرين حتى تتسبّب في موجة شديدة أو قوية.
في هذا السياق، أشار البروفيسور جنوحات إلى أنّ السلالة الهندية مثلا تحتاج إلى وقت قصير لتصل الذروة، وذلك بسبب انتشارها السريع وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار، داعيا الفئة المسنة إلى أخذ احتياطاتها والتلقيح، سيما مع توقعات تفيد بتسجيل وفيات كثيرة خلال هذه الموجة سيما وسط هذه الفئة الهشة.