أكّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة ورئيس المخبر المركزي لمستشفى الرويبة بالعاصمة، البروفيسور كمال جنوحات، أن عدوى فيروس كورونا والسلالات المتحورة خاصة «دلتا» الهندي، تصيب الأشخاص الملقحين بنسبة ضعيفة لا تتعدى 4 إلى 5 بالمائة، مع احتمال ضعيف جدا في تسجيل وفيات.
أبرز البروفيسور جنوحات أهمية اللقاح في تقوية المناعة والحفاظ على الأشخاص من عدوى المتحورات التي تأخذ في الانتشار ببلادنا بشكل مقلق ومخيف، على ضوء استمرار رفض التلقيح بسبب الإشاعات التي تروج في أوساط التواصل الاجتماعي، مفيدا أن نسبة الوفيات المسجلة بعد أخذ اللقاح أقل من 1 بالمائة في 100 ألف نسمة.
ربط البروفيسور جنوحات التلقيح بالمناعة الجماعية، التي بلغت نسبتها في 21 مارس الفارط 51 بالمائة، وهي تطابق النسبة التي سجلتها الولايات المتحدة الأمريكية لنفس الشهر حسب ما نشره المركز الصحي الأمريكي منذ أسبوعين، غير أن خطر الفيروس لا يمكن الاتقاء منه إلا إذا بلغت هذه المناعة 70 بالمائة بالنسبة للفيروس المرجعي «كوفيد-19»، مشيرا إلى أن الجزائر تقترب من هذه النسبة تدريجيا، وهي في الوقت الحاضر في حدود 58 بالمائة.
من خلال متابعته الميدانية لحالات العدوى التي ترد إلى مستشفى الرويبة، اتّضح لدى البروفيسور جنوحات أن نسبة العدوى لدى الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا وشفيوا منه ارتفعت إلى ما بين 4 و5 بالمائة في 100 ألف نسمة، بعدما كانت أقل من 1 بالمائة، ما يعني - حسبه - أنّ هذه الإصابات ناتجة عن المتحورات والمتحور الهندي «دلتا» على وجه التحديد، الذي سيكون المسيطر خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأضاف في سياق متصل، أنّ 9 بالمائة من المصابين بفيروس كورونا، لم تكن لديهم أجساما مضادة، داعيا كل المستشفيات التي تتكفل بالمصابين بالفيروس أن تقدم كل الأرقام والمعطيات حول الحالات المسجلة على مستواها، فيما يتعلق بالعدوى بعد الشفاء من الوباء، للحصول على معلومات مؤسسة تشكل بها قاعدة معلومات لدراسة تطور هذا الأخير وربطها بالمنشورات العلمية.
«دالتا» يتطلّب مناعة جماعية تصل إلى 85 %
أفاد جنوحات أنّ المخبر الذي يترأّسه شرع منذ الأسابيع الأخيرة في دراسة منحنيين بيانيين، يتعلق الأول بالمتحور البريطاني الذي بلغ المناعة الجماعية الخاصة به 80 بالمائة التي تكتسب باللقاح أو بدونه، كاشفا عن معلومة مفادها أنّ المتحوّر الهندي يتطلّب مناعة تصل إلى 85 بالمائة لمقاومته. وبالنسبة للجزائر، فإنّ هناك دراسة يقوم بها لمعرفة إن كانت 58 بالمائة هي مناعة بفضل اللقاح أو بدونه، وستتبع بدراسة أخرى يرتقب إجراؤها بعد انتهاء الموجة الثالثة، كما أشار إلى أنّ 25 بالمائة من الأشخاص الملقحين لا يصابون بما يسمى بـ «كوفيد الطويل»، الذي يلازم المصاب لمدة طويلة قد تزيد عن السنة، وهو يصارع المضاعفات التي تنتج عنه والتي تصل إلى حد الصدمات النفسية.
بالنّسبة لعملية التلقيح، قال المتحدث إن رفض أخذ هذا الأخير سيؤدي إلى ظهور سلالات متحوّرة جديدة ويزداد الوضع الوبائي سوءاً، مشيرا إلى أنّ عدد الملقّحين هم من الشريحة العمرية التي تجاوزت الـ 50 سنة، وينتظر أن تعرف العملية إقبالا عندما تعطى التعليمات والضوء الأخضر لتلقيح الشباب دون الـ 50 سنة، ويعتبر أن نجاحها مسؤولية الطاقم الطبي وشبه الطبي، الجمعيات وحتى وسائل الإعلام، «لابد على الجميع أن ينخرط بقوة «للتحسيس بأهميتها والتأكيد أنها الوسيلة الأنجع للانتصار على الوباء».