تؤكّد حفيدة والأمينة العامة لمؤسّسة الأمير عبد القادر، زهور بوطالب، أنّ الأرشيف الأميري بمثابة مرجعية تاريخية ومادة دسمة للباحثين يجب استغلالها ودراستها وتحليلها، واستخلاص الدروس والعبر من تعاملاته وقت الحرب والسلم، لرسم رؤية استشرافية تخدم مستقبل الجزائر بمفهوم الدولة الحديثة.
اعتبرت بوطالب ضيفة «الشعب» أنّ الأرشيف الأميري وكل الشّخصيات الوطنية هو مرجعية تاريخية، وبوصلة طريق لكيفية التعامل مع العدو بمختلف الوسائل من خلال التعامل المباشر أو عن طريق الحوار أو السلاح، فهي تعكس السلوك والوعي بأهمية الاحتكاك والانفتاح على الآخر لأخذ المبتغى وكل ما هو إيجابي، فما بالك الوضع المفروض عن طريق القوة الذي يحتّم التعامل مع العدو وقوانينه على غرار الإدارة الفرنسية.
وحسب المتحدثة، فإنّ هذه الدبلوماسية في التعامل والحنكة لم تقتصر فقط على شخص الأمير بل حتّى على شخصيات أخرى من ابن باديس وقادة الحركة الوطنية والثورة، مؤكّدة أن كل ذلك يندرج في إطار التكتيك والدبلوماسية، وهو ما سمح لهم فيما بعد بالتحكم في مقاليد الحكم وإدارة الدولة الجزائرية بعد الاستقلال.
في هذا السياق، دعت المتحدثة إلى عدم بسط الأيادي بل التشمير عليها للكشف عن الكنوز التاريخية التي تركت للأجيال اللاحقة وتثمينها والاعتزاز بها، وهذه المهمة مسؤولية الجميع كل في مجاله، مشيرة إلى أن الإعلام له دور أساسي في الدفاع عن الذاكرة والهوية الوطنية وبعدها الحضاري.
في المقابل، اعتبرت بوطالب تحرّك الدولة لاستعادة الأرشيف خطوة هامة جدا تستحق التّثمين، داعية إلى عدم الاكتفاء فقط بالأرشيف الموجود لفرنسا، بل حتى الأرشيف الموجود في تركيا بحكم التواجد العثماني لثلاثة قرون يمثل - حسبها - كنزا حقيقيا، حيث كان حكام الجزائر آنذاك يخضعون لحكم الباب العالي، غير أنّ الأمر يتطلّب - حسبها - إتقان اللغة العثمانية القديمة العصمانية لإخراج واستيعاب كل ما هو جزائري ثمين.
وأشارت حفيدة الأمير عبد القادر، إلى أنّ الدبلوماسيين في هذا الإطار يشتغلون على هذا الأمر، ما سمح مثلا في سنة 2013 بمكتبة جنيف من استعادة 11 رسالة كتبها الأمير بخط يده لـ «شارل إينار» صديق نابوليون بونابارت، والذي توسّط له لإطلاق سراح الأمير، وهي اليوم بمتحف الجيش، ما يؤكّد انفتاح القادة الجزائريين والشخصيات الوطنية على حكّام وملوك العالم بل وشاركوا في صناعة تراثه الإنساني.