نفى رئيس الجمعية الوطنية للأمراض المعدية، محمد يوسفي، فرضية وجود فيروس محلي تحوّر بعد تكيّفه مع بيئتنا، مشيرا إلى أن السلالات المتحوّرة المعروفة والأكثر انتشارا وعدوى في العالم هي البريطانية، البرازيلية و النيجرية وهي أكثر خطورة، كونها قريبة من السلالة الجنوب إفريقية وتعرف منحى تصاعديا بالجزائر.
أوضح يوسفي ضيف «الشعب» أن العديد من البلدان عرفت انتشارا للسلالات المتحوّرة المستوردة والتي تتميز بخطورة الانتشار والعدوى، موضحا أن الخوف بالجزائر هو من السلالة النيجرية التي تمتاز بخطورة أكبر من البريطانية، مستدلا بالمنحى التصاعدي للحالات المصرّح بها من معهد باستور التي وصلت إلى 230 للنيجرية، و143 للبريطانية والتي لا تترجم العدد الحقيقي المتواجد في الخارج فهي لا تمثل سوى الحالات التي تم الكشف عنها.
بحسب المتحدث فإن الجزائر عليها أن تكون على استعداد للتعامل مع السلالات المتحوّرة خاصة مع انتشارها عبر العالم، رغم أنها حاليا هي في وضعية وبائية متحكّم فيها، لكن يبقى معرفة مدى انتشارها- بحسبه - أمرا مهما وضروريا لمعرفة كيفية محاصرتها.
..هكذا يتم الكشف عن الفيروس المتحوّر
يرى يوسفي أن هذه السلالات المتحوّرة تحتاج إلى الكشف عنها على ثلاث مراحل، لأن التوّقف عند سلبيتها لا يكفي، مشيرا أن هناك بعض الآلات المخبرية والكواشف تظهر جينات بروتين السبايك، للجيل الأول، الثاني والثالث، فعند كشف السلالات المتحوّرة يجب الكشف عن الجيل الثالث وعند تحليله ويتبين أنه سالب يصبح مشبوه هنا يجب- على حد قوله - أن يتم تحليله جينيا، وهذا الأمر لا تملكه كل المخابر.
أوضح ضيف «الشعب» أن المرحلة الأولى للكشف عن الفيروس المتحوّر يجب ان تمكن من كشف «s» من أجل محاصرة الحالات المشبوهة والحجر عليها، أما المرحلة الثانية فتستدعي -بحسبه- رفع عدد المخابر التي تقوم بهذا التحليل الجيني وتمويله بالكواشف.
وحول طريقة التكفل بالسلالات المتحوّرة، أكد يوسفي أنها هي نفسها المعمول بها في كوفيد-19 رغم وجود من هي أكثر خطورة منه من حيث اعتماد نفس البروتوكول العلاجي، ونفس الأمر بالنسبة لطريقة الوقاية منه.
السلالات المتحوّرة تُصيب الشباب أكثر
في المقابل نبّه رئيس الجمعية الوطنية للأمراض المعدية محمد يوسفي إلى أن السلالات المتحوّرة تُصيب أكثر الشباب مقارنة بالسلالة القديمة المتمثلة في كوفيد -19، مستدلا بالفئة المتواجدة بمصالح الإنعاش بالدول المتقدمة حيث تم رصد الفئة العمرية تتراوح بين 30 و40 سنة، في حين كانت في السابق مشبعة بالفئات الهشّة من مسنين أوممن يعانون من أمراض مزمنة.
وبخصوص فعّالية اللّقاح مع السلالات المتحوّرة تحدث يوسفي بنوع من التفصيل، موضحا أن كل الفيروسات تخضع للتغير والتحوّر وهوأمر عادي علما أن فيروس كورونا هو أقل تحوّرا من الأنفلونزا الموسمية، هذا الأخير الذي يستدعي اللّقاح كل سنة، لأنه في تغير مستمر.
..لقاح كورونا ينطلق من نسبة فعّالية مُرتفعة
في المقابل، أوضح المتحدّث أن أغلبية اللقاحات تنطلق فعاليته من نسبة ضئيلة على غرار الأنفلونزا الموسمية أي ما بين 30 إلى 60 بالمائة كأقصى حد، في حين أن لقاح كورونا على اختلاف أنواعه تنطلق نجاعته من نسب مرتفعة جدا تتراوح بين 70 إلى 90 بالمائة، فمثلا اللقاح الصيني 80%، اللوسي مودران فرايزر 90 بالمائة وهذا مؤشر جيد.
وأشار إلى يوسفي أنه منذ بداية جائحة كورونا تم رصد الكثير من التغيرات، وبالتالي فعند الوصول إلى درجة أونسبة معينة بالنسبة للفيروس تغير من طبيعته سواء تعلق الأمر بشدة الانتشار أوالعدوى هنا يمكن الحديث عن تحوّر أوتحوّل ما يعطي سلالة جديدة لها خصوصية تستدعي إخضاعها للمراقبة ودراستها.
بالنسبة للسلالة البريطانية فإن كل التحاليل المعمولة وحتى التجربة الأمريكية والبريطانية تؤكد نجاعة اللّقاح بالنسبة لهذه السلالة المتحوّرة، في حين أن المشكل يطرح بالنسبة للسلالة الجنوب إفريقية التي عرفت فيها نسبة نجاعة بعض اللقاحات انخفاضا فيها على غرار آسترانزيكا التي وصلت إلى 22 بالمائة في بعض الحالات، ونفس الأمر بالنسبة للقاح جونسون لذلك هذه البلدان توقفت العمل بهذا النوع من اللقاحات.
..مخابر تبحث عن لقاح الجيل الثاني والثالث
كشف رئيس الجمعية الوطنية للأمراض المعدية أن المخابر المنتجة لهذه اللقاحات هي حاليا في سباق مع الزمن، منذ ثلاثة أشهر للتحضير وإنتاج لقاح الجيل الثاني والثالث للتأقلم مع هذه السلالات المتحوّْرة، خاصة تلك التي تستعمل تقنية جديدة «أيرن ميساج»، وهي تقنية مرنة وتمكن المخبر من العودة بسرعة للتكيف وإنتاج لقاح جديد، على عكس الطريقة الكلاسيكية المستخدمة في إنتاج لقاح سبوتنيك آسترانزيكا التي تتطلب وقتا أطول.
نفى فرضية وجود فيروس محلي متحوّر:
الــسـلالة النيجـريـة تتصـاعـد وتـثــير الخوف
سعاد بوعبوش
شوهد:859 مرة