أكد الناطق الرسمي لنقابة «الكنابسات»، مسعود بوديبة، أن مسابقات التوظيف على أساس الشهادة في قطاع التربية يجب أن تبنى على معايير وقواعد دقيقة ومضبوطة من خلال تثمين الخبرة والأقدمية وتقييم مستوى المترشح من أجل وضع حد للفوضى السائدة في عملية التوظيف على مستوى القطاع، مشيرا الى أن الامتحانات الكتابية كشفت عن عدة سلبيات أفقدت مصداقية التوظيف في عمقها.
اعتبر الناطق الرسمي لنقابة «الكنابسات»، مسعود بوديبة، خلال نزوله ضيفا بجريدة «الشعب « أن التوجه الى اعتماد المسابقات على أساس الشهادة من شأنه أن يساهم في تقييم الأستاذ من ناحية التواصل والكفاءة المهنية، وفق دراسة بسيكولوجية عن قرب، موضحا أن المقابلات الشفهية ليست طريقة كلاسيكية وإنما تعد نمطا جديدا طُبق في الجزائر قبل 3 سنوات.
ويرى أنه من الضروري استغلال خبرة الأستاذ المتعاقد الذي يعتبر مادة خام مكوّنة في الميدان قائلا، إن أغلبية الأساتذة المتعاقدين عملوا من 3 إلى 4 سنوات في إطار تكوين ميداني وساهموا في ندوات داخلية وخارجية الداخلية، إضافية وشاركوا في دورات تكوينية ساعدتهم على اكتساب خبرة، مبرزا أن الكفاءة العلمية لا تكفي وحدها ولكن الأساس يكمن في الجانب البيداغوجي والتحكم في المجال التربوي النفسي في اطار معايير علمية دقيقة تنطلق بناءً على الشهادات والتكوين وتحدّد على أساسها ملف المترشح للامتحان والذي يتضمن الشهادة المطلوبة والمستوى الدراسي.
وذكر الناطق الرسمي «الكنابسات» بعض سلبيات المسابقة الكتابية للتوظيف أنها كانت مصحوبة بقرار وزاري مشترك يوّسع دائرة الشهادات الذي وضع القطاع في فوضى بيداغوجية أكاديمية كبرى زيادة على عملية التصحيح التي كانت -على حد قوله- تتم بطرق تفتقد للمصداقية والشفافية مع تسجيل صعوبات في تجميع النقاط على المستوى المركزي في غياب المداولات، مشدّدا على أهمية إعادة النظر في هذا الاجراء الذي يطعن في مصداقية الامتحان.
أضاف أن العودة الى المسابقات الشفهية يعطي أريحية في ترتيب الناجحين وتوزيع النقاط ويضع حدا للتلاعبات وأساليب التزوير في الامتحانات الكتابية ويقضي على إشكالية السكن والبعد من حيث المردود والاستقرار التي فرضتها الأرضية الرقمية باعتبار أن الأمر مغاير والترشح محلي ولا يضطر المعنيون للتنقل الى مناطق بعيدة لاجتياز المسابقة والعمل، مشيرا الى أن العديد من الأساتذة استقالوا من مناصبهم بسبب عناء التنقل.
بحسب بوديبة فإن تثمين الخبرة في مسابقات التوظيف جعلت العديد من الأساتذة المتعاقدين يتوجهون إلى العمل بمناطق الظل قصد اكتساب الكفاءة المهنية بعد أن كانوا يجدون صعوبة في تقبل الأمر، ولكن ذلك شجعهم وحفزّهم لضمان الفوز في امتحان التوظيف، قائلا إن جهودهم ذهبت سدى بعد الاعتماد على المسابقة الكتابية التي تفتقد الى المعايير الصحيحة، مشيرا الى أن الكثير من المناطق النائية عرفت استقرارا وعدم تسجيل نقص في الأساتذة لمدة 4 سنوات بفضل خدماتهم.
وقدم بعض المقترحات من بينها استقطاب الكفاءات على مستوى الجامعات وخضوعها لسنتين تكوين في اطار قرارات وزارية مشتركة مع ضرورة خضوع التلميذ لتكوين متخصص، ابتداءً من السنة الثالثة والاستفادة من دورات تدريبية في مجال التخصص حتى لا يتم اقصاء خريجي الجامعات داعيا الى إعادة تفعيل دور المفتشين والعودة للتوظيف على أساس الشهادة في اطار أكاديمي جامعي.
من جهته، أفاد الخبير التربوي بلال بن زهير أن جائحة كورونا تفرض علينا الاعتماد على النمط الشفهي وغير الكتابي والتسجيل عن طريق الارضية الرقمية، مؤكدا أن المسابقة على أساس الشهادة لا يعني حرمان المتخرجين الجدد من التوظيف وإنما يجب أن يتم الأخد بعين الاعتبار معيار العدل والكفاءة.
كما ذكر بأن الوزارة الوصية لم تستخدم نفس الأسلوب في مراقبة وتصحيح امتحانات شهادة البكالوريا مع مسابقات التوظيف الكتابية، مما جعلها تفقد قيمتها الحقيقية بعد أن أظهرت الكثير من التجاوزات وعمليات الغش، داعيا الى تطبيق الصرامة ونفس المنهجية والطريقة في مثل هذه المسابقات من أجل الابقاء على المصداقية في عملية التوظيف على مستوى قطاع التربية.