يرى المكلف بالإعلام لنقابة الكنابست، مسعود بوديبة، أن معايير المدرسة الرقمية يستحيل تجسيدها ميدانيا بالمعطيات المادية والبشرية الحالية، فهي تصور لابد أن تتجسد معالمه في كل تفاصيله، من خلال الإمكانيات المادية المسخرة و تهيئة المحيط الملائم خاصة ما تعلق بالتغطية الرقمية ولا يجب اختزال المشروع في لوحات إلكترونية وسبورة تفاعلية فحسب. فالسعي إلى الوصول إلى المدرسة القوية بشكل يستجيب للمعايير الدولية، يجب أن يستمد من منطلقات منطقية وقواعد قوّية يتم من خلالها إسقاط الإرادة السياسية على الواقع.
تزامنت استضافة المكلف بالإعلام لنقابة الكنابست، مسعود بوديبة، بـ «ضيف الشعب» وإعلان وزارة التربية عن تشكيل اللجنة الوزارية المشتركة المتكونة من مدراء مركزيين وممثلين عن قطاعات ذات صلة وهي المالية، الداخلية والجماعات المحلية، اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، الصناعة، الرقمنة والإحصائيات، البريد والمواصلات، للإشراف على مشروع المدرسة الذكية، الذي يدخل في إطار مخطط عمل الحكومة من تحسين نوعية التعليم ورقمنته، تنفيذا لتعليمة رئيس الجمهورية التي أسداها خلال ترأسه لمجلس الوزراء المنعقد السابع من شهر مارس المنفرط، حيث أكد ضرورة التنسيق بين مختلف الدوائر الوزارية، لتجهيز هذا المشروع.
أفاد مسعود بوديبة أن إنشاء مدرسة رقمية، تواكب معطيات العصر التكنولوجية وتحتوي ميولات الجيل الرقمي، مدرسة ذات جودة ونوعية، التغيير والمضي باتجاه الرقمنة، شعارات سرعان ما تتراجع عند أول اصطدام بالواقع الذي يطرح إشكاليات عديدة، أهمها الظروف المزرية التي تعيشها المؤسسات التربوية والتي تعكس عموما المستوى الاقتصادي للمجتمع حيث تفتقر هذه الأخيرة إلى أدنى الإمكانيات البيداغوجية ولقد كان لجائحة كورونا الفضل في أن عرّت الواقع وكشفت عن النقائص التي تعرفها كل القطاعات، على حد سواء.
مشروع ينتقص للإمكانيات
يعتبر المكلف بالإعلام لنقابة الكنابست، أن الحديث عن المدرسة الرقمية حاليا، بإمكانيات منعدمة أو شبه منعدمة، سابق لأوانه بالرغم ضرورته، كما يعتبره نوع من الهروب نحو الأمام وتغطية عن الفشل الميداني الذي تعاني منه المؤسسات التربوية وبالتالي تغطية عن فشل قطاع التربية كبنية هيكلية وكمنظومة.
إلا أن ذلك لا يجعل الطموح محظورا، فالطموح مشروع، لكن مع إلزامية التخطيط الاستراتيجي والدراسة الدقيقة لخطوات ما قبل اتخاذ القرار والتي تتمثل أولها في رد الاعتبار المادي والمعنوي والاجتماعي للمدرسة ولتركيبتها التربوية من إداريين وأساتذة، كرأسمال ومورد بشري لابد من العمل على تأهيله وتطوير مكتسباته العلمية. كما أنه لا يمكن الحديث عن رقمنة القطاع في ظل غياب منصة رقمية.
الاستفادة من التجارب السابقة
كما يؤكد، ضيف الشعب ضرورة الاستفادة من الدروس والتجارب السابقة كتجربة مخابر الإعلام الآلي التي فشلت وما تبقى منها فهو في وضعية كارثية، إلى جانب تجربة التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني التي فرضتها وزارة التعليم العالي على إثر جائحة كورونا والتي تعرضت إلى الكثير من الانتقادات من طرف مهنيي القطاع، أهمها أنها مرهقة إذا ما نظرنا إلى الحجم الساعي الإضافي وكذا صعوبة، بل استحالة استبدال الكتاب كمرجع لا مجال للاستغناء عنه بلوحة رقمية ما يجعل منها وسيلة تعليمية تكميلية مرافقة لا يمكن أن تعوض الطريقة التقليدية التي تعتبر أساسية.