الإنتاج المستمر وتغيير القوانين أهم آليات التحكم في السوق
ما تزال أسعار اللّحوم الحمراء والبيضاء تعرف ارتفاعا بالرغم من الجهود المبذولة من أجل تخفيضها أوتسقيفها لجعلها معقولة بضخ كميات كبيرة من هاتين المادتين سواء المستوردة عن طريق التبريد أوالمجمدة، بالرغم من أننا في الأسبوع الثاني من رمضان، لتنسف بذلك كل التوقعات بانخفاضها مع مرور الوقت، كل التفاصيل المتعلقة بالشعبتين تطرق إليها، ضيفا «الشعب»، رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة اللحوم الحمراء ميلود بوعديس، وعضو المكتب الوطني للمجلس الوطني لشعبة الدواجن نور الدين عيد.
أوضح رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة اللحوم الحمراء ميلود بوعديس، ضيف «الشعب» أن أسعار اللّحوم تتحكم فيها الموسمية والطلب الزائد، بحيث تعرف ارتفاعا كبيرا خلال موسمي عيد الأضحى وشهر الصيام، ولم يستثن من ذلك حتى لحم الماعز الذي كانت تستنجد به العائلات الفقيرة أو أصحاب الحمية بحيث تحول على حد قوله – نوعا من الرفاهية.
في هذا السياق، أشار بوعديس إلى أنه 90٪ من الأسعار يتحكم فيها الطلب، مؤكدا ضرورة اعتماد الإنتاج المستمر، وضمان توفره على طول العام وبأسعار محددة للتحكم في السوق وللحد من المضاربة، ناهيك عن تعديل بعض القوانين التشريعية التي ما تزال متأخرة ولا تواكب التطورات التي تعرفها السوق الوطنية.
في المقابل أثار رئيس المجلس المهني المشترك لشعبة اللحوم الحمراء مسألة لجوء بعض الموالين والفلاحين المربين إلى ذبح خرافهم وبيعها للمنتجين أو للمواطن مباشرة بدلا من توجيهها إلى المذابح من أجل تلبية احتياجاته المستعجلة، ما يحول دون تزويد هذه الأخيرة بحاجياتها من اللحوم ويساهم في زعزعة الأسعار من حيث لا يدري.
طالب المتحدث وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بإشراك المهنيين في كل الأمور المتعلقة بشعبة اللحوم الحمراء لأنهم الأدرى بها وبمشاكلها وبمسارها ونقاط قوتها وضعفها فمن غير المعقول اصدار قرارات إدارية بعيدة كل البعد عن واقع الموالين.
من جهته، عضو المكتب الوطني للمجلس الوطني لشعبة الدواجن نور الدين عيد، أثار مسألة ارتفاع تكلفة تربية الدجاج نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق الدولية، وانهيار قيمة الدينار أمام ارتفاع العملة الصعبة، وكذا القدرة الشرائية، بالإضافة الى الأمراض، خاصة تلك التي طالت أمهات الدجاج، كلها أسباب أدت إلى ارتفاع أسعار اللّحوم البيضاء.
أشار عيد ضيف «الشعب» إلى أن ارتفاع تكلفة الدجاج عامل مهم يتحكم في أسعار اللّحوم البيضاء، خاصة وأن الجزائر تعتمد في إنتاجها على الفصيلة الوطنية التي لا تعطي كميات كبيرة من اللحوم، كما أنها تحتاج إلى تغذية كبيرة مقارنة بالفصيلتين المعروفتين في العالم سيما الأمريكية منها فهي تعطي لحما كثيرا ولا تحتاج إلى أكل كثير.
طرح المتحدثان أهمية مسألة الرقابة والتنسيق بين الفاعلين والمتدخلين والمهنيين في تنظيم الشعبيتين على كل المستويات لتنتهي بالأسعار حتى وإن كانت المهمة ليست بالسهلة، بهدف على الأقل ضمان ديمومة الإنتاج وتحديده وتكييفه بحسب الاحتياجات الوطنية دون الإضرار بالمهنيين وبتموين السوق ودون المساس بالقدرة الشرائية للمواطن.