ملف الخبازين الذي ظل عالقا لسنوات، عرض مؤخرا على طاولة وزير التجارة كمال رزيق، الذي استمع لاشغالاتهم ووعد بتحسين ظروف ممارسة المهنة، جاء ذلك في اللقاء الأخير الذي جمعه مع رئيس اللجنة الوطنية للخبازين عامر عمر.
أفرز اللقاء -بحسب المتحدث- جملة من المخرجات، على رأسها إعادة تنظيم القطاع من جميع الممارسات غير القانونية التي يمر بها، النظر في دعم جميع المواد التي تصنع منها هذه المادة الحيوية، وكذا الأعباء الأخرى التي أصبحت المخابز المقدر عددها بـ8 آلاف مخبزة، غير قادرة على تحملها.
وتمحورت الإنشغالات التي طرحت في لقاء الوزير، حول إشكالية ارتفاع أسعار المواد التي تدخل في تحضير الخبز، ارتفاع الأعباء المتمثلة في الكهرباء، الغاز الماء، التأمين، العتاد، الصيانة وكذا الضرائب واليد العاملة، بالإضافة إلى الفوضى العارمة التي يمر بها القطاع، وكذا مشكل بيع الخبز على الأرصفة.
يضاف إليها، الفتح العشوائي للمخابز دون مراعاة القانون المنصوص عليه في هذا الإطار، وقضية الدعم التي أصبحت مشكلة كبيرة لأصحاب المخابز، هامش الربح والصعوبة في تسديد الضرائب، وهذا من خلال انخفاض هام في الربح لدى الخباز، حيث قدمت خلالها اللجنة جملة من المقترحات لتحسين ظروف عمل الخبازين.
تتعلق، بحسب رئيس اللجنة، بتنظيم القطاع ليصبح أكثر تنظيما، مع وضع شروط قانونية لفتح المخابز، والأولوية لمحلات بيع الخبز في الأماكن البعيدة عن المخبزة، بالإضافة الى السعر، خاصة وأن الخبزة الواحدة تكلف حاليا أكثر من 14 دينارا، رغم تدعيم الدولة لمادة الفرينة، مشيرا أن عملية تحضير الخبز، لا تقتصر فقط على مادة الفرينة.
وتشمل أيضا، ضمان هامش ربح يكفل العيش الكريم لعمال المخابز، اقتراح تجديد أو تحرير سعر الخبز على قاعدة صلبة، ووضع أجل معقول لمراجعة السعر، مع وجوب وضع مؤشرات واضحة قابلة للقياس، وكذا إشراك ممثلي اللجنة في اللجان الخاصة بمنح المشاريع ذات الصلة بالقطاع، إلى جانب إدراج مهنة الخبازة ضمن الأعمال الشاقة، وهذا ما يستدعي السن المبكرة للتقاعد، وإعطاء الأولوية للخبازين لمنحهم مساحات من أجل فتح مخابز في الأحياء الجديدة.
تتضمن المقترحات أيضا، إعادة النظر في المرسوم التنفيذي 96/01 الذي ينظم القطاع، تثمين مهنة الخباز عن طريق أجور محفزة وتكوين ذي نوعية، مع إعداد برنامج وطني لتكوين الخبازين وترقية المهنة وتحسين الخدمة العمومية، بالتنسيق بين وزارة التكوين المهني ووزارة السياحة والصناعات التقليدية والهيئات ذات العلاقة لإشراك اللجنة الوطنية للخبازين.
تلتمس اللجنة الوطنية للخبازين الممثلة في رئيسها عامر عمر، من وزارة التجارة، النظر في المطالب الأخرى، الى جانب الأولى التي وعدت بحلها قريبا، خاصة وأن مهنة الخبازة أصبحت معرضة للزوال في ظل الصعوبات التي يمارس فيها الخبازون نشاطهم.