الخبير في القانون الدستوري عامر رخيلة:

الحراك الشعبي قوّة فاعلة في صنع ورسم معالم الجزائر

خالدة بن تركي

 مسيرات الطلبة نوعية كان لها تأثير مباشر

اعتبر الخبير في القانون الدستوري عامر رخيلة الحراك الشعبي، قوّة فاعلة في صنع ورسم معالم الجزائر في القرن 21 بالتحديد سنة 2019، حيث كان الفاعل الرئيسي في الأحداث والمتغيّرات التي حصلت في المجتمع، وفي السياسات المحدّدة للتصدي لمختلف الممارسات الاقتصادية والسياسية التي سادت المجتمع.

أوضح الأستاذ عامر رخيلة خلال نزوله ضيفا على « الشعب»، أنّ الحديث عن الحراك يستوجب العودة إلى تاريخ الجزائر المعاصر الذي أثبت أن تأزم الأوضاع  داخل المجتمع، يستوجب البحث عن حلّ للأزمة، والتعجيل بإيجاد المخرج من طرف الشعب. قال عامر رخيلة إنّ الأمر سنة 2019 عندما تأزمت الأوضاع السياسية في الجزائر، ووصلت لمرحلة عنق الزجاجة،  ليأتي الحلّ من الشارع بتلقائية، وبشعارات ومطالب محدّدة وسلمية عبر مختلف ولايات الوطن، وطالب الجزائريون بتغيير نظام الحكم وتجسيد إصلاحات عميقة بسلمية أدهشت العالم الذي انبهر بمظاهر التحضر في الحراك، حيث احتوى الشعب الحراك ورسم معالمه الخاصة.
وأشاد الأستاذ بالدور الريادي الذي قام به الجيش الوطني الشعبي خلال الحراك الشعبي، لأنه تمكن طبقا للدستور السائد والمادة 28 أن يقوم بدوره في إنقاذ الوضع وتوجيه الأوضاع إلى الوجهة التي أرادها الشعب.
وذكر الأستاذ رخيلة  أنّ الإرادة الشعبية، كانت بحاجة إلى إجراءات وقرارات سياسية جريئة كان الجيش الوطني الشعبي  كعادته في الموعد، واتخذ المواقف اللازمة وفي الوقت المناسب، وتمكن من إعادة الجزائر إلى السكة الدستورية.
خاصة وأنّ وجهة الحراك ككل حركة شعبية تغيّرت وتحوّل الحوار إلى مجموعات، بعد استغلاله من بعض أطراف وعناصر تضمر الشرّ للجزائر لمحاولة ركوب الحراك والاتجاه به نحو وجهة أخرى، مؤكدا أنّ الأحداث تكشف الأشخاص، الأفكار والاتجاهات.
وأوضح في السياق، أنّ من أسموا أنفسهم قادة الحراك اتخذوا مواقف تتناقض مع ما يطالب به الحراك، ولوحظ بعدها وجود عناصر تحاول ركوب موجة أخرى غير المطالب الشعبية، مع العلم أنها تتحدث باسم الحراك.
قيم نضالية
بالرغم من تضارب الآراء حول خروج الطلبة في مظاهرات سلمية بالتزامن مع حراك 22 فيفري الماضي، إلا أن الأستاذ عامر رخيلة، يرى أنّ مسيرتهم تعبير عن أرائهم حول الأحداث التي كانت تعيشها الساحة السياسية في تلك الفترة، مشيرا أن مشاركتهم أسريا من الأبناء إلى الآباء،أي مسألة الصفوة ونخبة المجتمع.
وأكد الأستاذ أنّ مسيرات الطلبة التي كانت تنظم أسبوعيا، كان لها تأثير مباشر على السلطة ولا يمكن لأحد أن ينكر دور النخب في التأثير على الرأي العام وما تمثله كقوة ضغط لها حساباتها، يجب أخذها بعين الاعتبار لما تملكه من أدوات التأثير، معتبرا وجودها تشجيع لباقي الفئات على الالتفاف حولها ووضع الثقة فيها، حيث أعطت للحوار مستوى عال منع وجود الإمعية في الحراك.
وتمثل مسيرات الطلبة - حسب رخيلة - حصنا منيعا للأشخاص الراغبين في اختراق الحراك، مبرزا الدور الإيجابي الذي قامت به في دعم وإحياء قيم نضالية ودفع إيجابي للعمل الجماهيري بدليل كيفية تعامل السلطة عند نزول الطالب للشارع، حيث أحسّت بوضع لم تشعر به عند خروج الفئات المهنية والاجتماعية المختلفة للشارع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024