أكّد أستاذ القانون العام بجامعة الجزائر أحمد دخينيسة، أنّ قرارات الرئيس عبد المجيد تبون المتعلقة بإجراء تعديل حكومي، وتفعيل المجلس الأعلى للشباب، الذي أفصح عنها في آخر خطاب له وُجّه للأمة، تنمّ عن الإرادة القوّية التي عبر عنها الرئيس، خاصة وهو صاحب الدراية الكبيرة بخبايا التسيير نظرا لمشواره الطويل والحافل في تقلّد مختلف المناصب عبر هرم الدولة خاصة على المستوى المحلي، قبل أن يصبح الرجل الأول في رئاسة الجمهورية، موضحا أنّ التعديل الحكومي الذي قال إنه يمسّ القطاعات التي تعنى بالمواطن، سيكون قويّا نظرا لبحث الرئيس عن فعالية أكثر للحكومة الجديدة.
انتقد دخنيسة تصرّفات بعض مسؤولي القطاعات الحكومية، وهذا بالرّغم من الكفاءة التي يملكها الوزراء في التسيير، لهذا يعتقد أنّ التغيير الجديد يندرج ضمن التزامات الرئيس الذي له باعا طويلا في التسيير جعلته يُسيّر بالقلب، وهي آخر صيحات «المناجمنت»، التي تتحدّث عن مثل هذا التسيير، حيث أنّ من يفتقد للإنسانية لا يستطيع التّسيير، وهو ما لمسناه في تصرفات بعض الوزراء من عدم الاهتمام النفسي، فقد يقوم الوزير بعمله لكن بتعليق صادر عنه، قد ينسف كل شيء ويوحي بطريقة تفكيره، لذلك فإننا لمّا نرى بعض الوزراء كيف يتكلّمون، نعرف أنهم لا يعملون بقلوبهم، بقراراتهم وبأجسادهم، وما يريده الرئيس هو أن يكون هناك أشخاص ملتزمون معه، لأنه ملتزم مع المجتمع «. طبقا له.
وأضاف الأستاذ الجامعي، أنّ «التعديل الحكومي سيمسّ القطاعات التي ترتبط بالحياة اليومية للمواطن»، موضحا أنّ الرئيس يريد تغييرا قويا، ذا فعالية، ووزراء يعملون في الميدان.
وأوضح في نفس النقطة « أنّ البعض يعتبرها تفاصيل صغيرة لكنها هي الأساس، تندرج في إطار التسيير الحديث، وفي إطار البحث عن فعالية أكثر للحكومة، خاصة ونحن على أبواب مناسبات مثل رمضان، فالحكومة الجديدة ليس بالضرورة أن تكون فعالة، أو لها عبقرية، لكن تمثل مصالح الدولة، ثم لنا طاقة ضخمة من العاطفة لذلك لابد أن نستغل الفرصة لانطلاقة عمودية سيكون الدافع والإخلاص فيها أكثر من الكفاءة».
وأردف موضحا «ما يهمّنا هو الخروج من مستنقع الفساد الذي تحكّم في معيار التسيير والترقية أيضا، حيث وُضعت الجزائر في فخّ تاريخي، لكن الشعب استرجع سيادته».
وعن أهمّ التحديات التي تنتظر الجهاز الحكومي الجديد يرى ضيف «الشعب» أنّها تحديات ضخمة وكبيرة إذ لابد من تولي الملفات التي يراها الرئيس أساسية مثل السكن، الصحة، التعليم، المياه، النقل، الصيد البحري والتجارة وغيرها من القطاعات، وكلها أساسية لأنّ كورونا ــ حسبه ــ أضعفت كلّ الفئات وألقت بتداعياتها على الجميع، وأضحت لها انعكاسات كبيرة، لذلك وجب على وزراء الحكومة الجديدة أن يضعوا في أذهانهم، وكأنهم يشتغلون ضمن حكومة دائمة وليس حكومة أشهر معدودات فقط، حيث لا ينبغي لوزير أن يتصرف كأنه منتهي الصلاحية، وهذا من باب استمرارية الدولة الجديدة، إذ لابد من العمل بقلب سليم والاهتمام بشؤون المجتمع، في ظل المتطلبات التي تفرض نفسها، وهي متطلبات اقتصاديه سياسية لها تداعياتها الدولية «.
فكرة الرئيس حول المجلس الأعلى للشباب
في شق آخر وحول قضية تفعيل المجلس الأعلى للشباب، يرى الضيف أنّ «الرئيس يريد إعطاء قوة للطاقة الشبابية، حيث أنّ تمثيل الشباب يعتبر ملفا أفقيا وليس عموديا، ولا ينحصر في إطار وزارة الشباب والرياضة فقط، بل يعني جميع القطاعات، ويتجاوز جميع الاعتبارات».
ويجب ــ يقول دخينيسةــ أن لا تُهدر طاقة الشباب الضخمة وتذهب سدى، لأنّ الشباب الجزائري، له طاقة كبيرة خاصة ما تعلّق بالتضامن والعنفوان، لذلك وجب وضعها في إطار رسمي، حيث تكون هذه القوى الحيّة على مستوى الدولة، تضخّ الأفكار وكل الابتكارات الممكنة، حتى نُجنّد ونُؤطر القوى الضخمة في خدمة الرهانات القادمة، سواء الوعي السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وكل المتطلبات التاريخية والإستراتيجية، ضف إلى ذلك الرّهان الأخطر وهو أن يتم السيطرة على شبابنا بواسطة الانترنت والشبكات والإيديولوجيات والأجندات».
وأشار نفس المتحدث، إلى أنّ فكرة الرئيس تنحصر في أن» يستوعب الشباب ويأخذ المبادرة ليسيّر نفسه ولا يصبح مستلبا وتابعا لبعض الزعامات الخرافية القادمة من الأنترنت التي تغذّيها دوائر استخباراتية معادية للجزائر، خاصة وأنّ البلاد مستهدفة، إذ تتلخص الفكرة في كيفية توظيف الشباب في مهمة تاريخية حاسمة في عصر حاسم».