يعاني أطفال الإعاقات الذهنية بالجزائر صعوبة في إيجاد أقسام بيداغوجية للتمدرس، حيث يشتكى الأولياء من صعوبة إدماج أطفالهم في المدارس العمومية التي تفتقر على حدّ قولهم لأقسام خاصة بهذه الشريحة، وهوما حتم عليهم تسجيلهم بمؤسسات خاصة وبمبالغ خيالية تفوق قدراتهم المالية.
أكد رئيس الجمعية الوطنية للمدارس الخاصة سليم آيت عامر، خلال نزوله ضيفا على جريدة «الشعب»، أنّ المدارس الخاصة فتحت أبوابها واستقبلت العشرات من أطفال الإعاقات الذهنية ومرضى التوحّد وقامت بإدماجهم في أقسام خاصة، بعدما أوصدت المؤسسات التربوية العمومية الباب في وجهوهم، مشيرا بأن العديد من المدارس تقوم بتعليمهم بالمجان ودون مقابل مالي.
آيت عامر قال إن الجهات المعنية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إنشاء مدارس متخصصة لتدريس أطفال الإعاقات الذهنية، غير أنه مشروع لم يجسّد على أرض الواقع، مضيفا «بالرغم من تأكيد كل من وزارتي التربية والتضامن سابقا، فتح أقسام مكيّفة في المدارس الابتدائية عبر القطر الوطني، لتدريس هذه الفئة إلا أنّ المشروع لم يعمّم وبقي مقتصرا على بعض المدارس العمومية التي تعد -حسبه - على الأصابع.
وفيما يتعلق بالمبالغ الكبيرة والخيالية التي تشترطها وتطالب بها المدارس الخاصة لقبول إدماج هذه الشريحة بالمدارس الخاصة، قال المتحدث « صحيح أن بعض المؤسسات وجدت فرصة للبزنسة في هؤلاء بعيدا عن الرقابة، واشتطرت مبالغ باهظة لتدريسهم، مستغلة غياب الأقسام المكيّفة الخاصة بالمعوّقين في المدارس العمومية، لكن بالمقابل هناك مؤسسات استقبلت العشرات منهم وتقوم بتدريسهم ومرافقتهم بالمجان «.
وأضاف تدريس هذه الفئة بمراكز خاصة قد يبدو باهظ الثمن لدى البعض، لكن في حقيقة الأمر لو نقارن بين تكلفة تمدرسهم بالمدرسة الخاصة في الجزائر وثمنها في أيّ دولة أخرى، سنجد أن ثمن المدرسة الخاصة في الجزائر يساوي عشر ثمنها في العالم، مع العلم أنّ ثمن الدفع في الابتدائي يقدر بـ 20 مليون سنتيم للتلميذ الواحد.
رئيس الجمعية الوطنية للمدارس الخاصة، دعا في هذا الشأن وزارة التربية إلى التدخل وتحمّل مسؤولياتها والتكفل بتعليم أطفال الإعاقات الذهنية وتوفير المزيد من الأقسام المكيفة لهم، مع تقديم مساعدات أوإعانات مالية للأسر التي لم تتمكن من تحمّل أعباء تعليم أبنائها بالمدارس الخاصة، بالنظر إلى أنّ العديد من الأقسام المخصّصة لتمدرس هذه الفئة على مستوى المؤسسات التربوية قد أوصدت الباب في وجهوهم ومنعتهم من حقهم في التعلّم.
واستعرضت عضو بالجمعية وصاحبة مدارس بعدّة مقاطعات بالعاصمة شمشم خيرة، تجارب عديدة ناجحة لتلاميذ تمدرسوا في تلك الأقسام تحصلوا على نتائج جدّ مرضية ومعدلات ناهزت 09، آملة في أن يحظى أطفال الإعاقات الذهنية بتكفل جيّد يجنبهم مزيدا من التعقيدات الصحية والنفسية مع توفير الظروف التي من شأنها مساعدتهم على الاندماج في المجتمع.