أكّد الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي سعيد مقدم، أنّ الاتحاد لا يتجاهل مصير الشعب الصحراوي، وأنهم جاهزون لمرافقة التسوية الأممية لحل النزاع القائم في الصحراء الغربية، وهي القضية التي فصلت فيها قمة مدينة مراكش التأسيسية للاتحاد، عندما أعلن آنذاك أن القضية تترك في مسارها الطبيعي متمثلا في الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي وافقت عليه حينها دول الاتحاد الخمس، وأن ما يهم الاتحاد دائما وأبدا هو تحقيق الوحدة، وأن تترك القضايا السياسية للقادة لتسويتها.
قال سعيد مقدم إن تواجد أعضاء من الاتحاد المغرب العربي، على غرار الجزائر وموريتانيا كملاحظين في تسوية النزاع القائم بين المغرب والصحراء الغربية من خلال مشاركتهما، وإبداء رأيهما في حلحلة النزاع الذي طال أمده، يؤكد مدى اهتمام الهيئة بالقضية، مشيرا إلى أن هناك إمكانية لمرافقة اتحاد المغرب العربي التسوية الأممية لحل النزاع إذا طلب منها ذلك.
وأضاف المسؤول المغاربي أن القضية الصحراوية التي دخلت عقدها الرابع، لم تكن يوما من الأيام مدرجة في مشاريع جدول أعمال اجتماعات اتحاد المغربي العربي، وهو ما يعني أن القضية لم يتم طرحها أساسا لأنه تم الاتفاق بين قادة الدول العربي عام 1989، خلال قمة مدينة مراكش التأسيسية للاتحاد، على ترك القضية على مستوى الأمم المتحدة، بدليل أنها مسجلة الآن كقضية تصفية استعمار، وأن أمل الاتحاد فقط ان لا تظل القضية عالقة، وأن يتم الإسراع في تعيين مبعوث شخصي جديد للامين العام للأمم المتحدة في اقرب وقت حتى يتم معالجة هذه القضية في اقرب الآجال، وتعود المنطقة لعملها الجماعي متعدد الأطراف واستدراك التأخر المسجل في بناء التكتل المغاربي القوي، الذي يبقى تفعيله متوقفا على إعادة نسج العلاقات المغاربية في شكل شراكة حقيقية فعالة قائمة على الثقة والانسجام وتقاسم المصالح والمنافع بين كل شعوب المنطقة.
وهي المسؤولية التي قال إنّها لا تقع فقط على عاتق الحكومات وإنما يتحملها الجميع من مثقفين ونخب ومؤسسات المجتمع المدني في كل الدول المغاربية، والتي دعاها إلى الانخراط في بناء الاتحاد المغاربي من خلال ممارسة ضغوط متزايدة على قياداتها.