اعتبر الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي سعيد مقدم، أنّ اتحاد بلدان المغرب العربي يعتبر ضرورة إستراتيجية للدول المغاربية في ظل التحولات العالمية التي تجعل محل اهتمام وتنافس عالمي، مبرزا دور المجتمع المدني في التغلب على هيمنة السلطة التشريعية في الحصول على المعلومات من السلطة التنفيذية وفق البناء الهرمي للعلاقات العضوية بين المؤسسات الدستورية، إلى جانب دورها الفعّال في مسار اتخاذ القرار.
أوضح سعيد مقدم بمناسبة الذكرى الـ 32 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، أنّ التقارب بين أبناء المغرب العربي على مستوى البرلمانات والمجتمع المدني جد هام، خاصة وأنّ العالم اليوم يتقارب اقتصاديا وسياسيا مشكّلا تكتلات، إلا أنه يملك كل مقوّمات التقارب الأساسية، مبرزا دور المجتمع المدني بعد الثمانينات وبداية التسعينات في التأثير على القرار.
أشار المتحدث إلى أنّ اتحاد دول المغرب العربي يتوفر على 100 جمعية مغاربية تعمل من أجل إشعاع دور ومزايا التكتل المغاربي تتعلق بتنظيمات أرباب العمل من رجال ونساء حضروا اجتماعات عديدة منها اتحاد الفلاحين المغاربيين والاستهلاك، غير أن نخبة المثقفين لازالت غائبة نسبيا والاعلام ايضا في إبراز مزايا هذا التكتل.
رشيد لوراري: تزول الاتحادات بزوال الظّروف
قال الأستاذ في القانون الدستوري رشيد لوراري في مداخلة له خلال الذكرى الـ 32 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، إن فشل التجربة والاتحاد يرجع الى طابعه الاتحاد التعاهدي، مشيرا إلى أن ضعف الاتحادات عبر العالم وظهورها يرجع الى ما تمليه ظروف موضوعية وبمجرد زوالها تنتهي، بالإضافة الى المعطيات التي انشئ فيها واستمرت باستمرار المعطيات على مدار سنتين، حيث بمجرد زوالها تبخّر الاتحاد.
وأكّد أنّ استمرار هذا الصرح المغاربي مرهون باستمرار الهيئة وإجتماعها طبقا لما هو محدد من شروط داخل المعاهدة الخاصة بالاتحاد، وأن القرارات والتوصيات لا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ إلا بأخذ مسار معين يتم تتويجه بمصادقة الهيئات المماثلة على المستوى الدولي للأعضاء في الاتحاد.
ودعا لوراري إلى إعادة دراسة طبيعة هذا الاتحاد، والتفكير مستقبلا في شكل آخر من أشكال الاتحادات التي تعتبر أكثر جدوى ومسايرة الظروف والمستجدات الموجودة على مستوى مختلف دول الاتحاد.
مختار مرزوق: الاتحاد يراوح مكانه
أكّد رئيس جامعة الجزائر 3، مختار مرزوق، في مداخلة له، مشاركته في تأسيس شعبة الجزائر في مجلس الشورى المغاربي، حيث تمّ انتخاب ممثلي المجلس الشعبي الوطني في مجلس الشورى وتمّ الشروع في العمل، لكن إرادة الحكومات كانت أقوى من إرادة ممثلي الشعب وحدث الكثير من الخلافات، ومازال الاتحاد يراوح مكانه بل تراجع بخطى كبيرة.
وأضاف الأستاذ أنّ المشروع لا يمكن تجسيده إلا بإحداث تغييرات داخلية لا تتحقق إلا بالإرادة الشعبية، مشيرا بخصوص ظروف تأسيس اتحاد الدول الأوروبية، الى أن الشعبين الفرنسي والألماني طويا الصفحة بالرغم من حلم التوجه نحو ما يجمعهم في المستقبل، خاصة وأنّ الشروع في تجسيد المشروع هو حلم الأجداد في سنوات 88 - 89، عندما كان عضوا في المجلس الشعبي الوطني رفقة رئيس الاتحاد الفلاحين المغاربي، وتم الشروع خلالها في تجسيد أحد بنود المعاهدة التأسيسية المتعلقة بصلاحية الأعضاء.