أكد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، أن قطاع التربية غير مستعد لتطبيق التدريس عن بعد على نطاق واسع، مضيفا أنه نظام جديد فرضته جائحة كورونا ويحتاج الى توفير الظروف الملائمة من إمكانيات وتكوين وتدريب خاص بالأساتذة والمعلمين.
قال رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، إن من الصعب تعميم نظام التدريس عن بعد في جميع الولايات، خاصة بالنسبة للتلاميذ المتواجدين بمناطق الظل والقاطنين في الجبال الذين لا يتوفرون على الكهرباء وخدمة الأنترنت، مضيفا أن الإمكانيات تتفاوت من منطقة لأخرى وتوجد عائلات تعيش ظروفا اجتماعية متدهورة لا تستطيع توفير المستلزمات الضرورية لاستعمال هذه الوسيلة كالحاسوب والهاتف الذكي.
تحدث دزيري عن عدة صعوبات تعرقل نجاح التعليم عن بعد في الجزائر، من بينها ضعف تدفق الأنترنت الذي يعد من المشاكل الرئيسية التي تسببت في فشل تطبيقه بعد أن فرضت جائحة كورونا اللّجوء الى هذه التجربة الجديدة، إضافة الى افتقاد الأساتذة والمعلمين للخبرة التي تمكنهم من استعماله بامتياز دون صعوبة في تحقيق الفهم لدى التلاميذ، زيادة على عدم التحضير مسبقا للعمل بهذا النمط من التعليم الذي يساعد في منع انقطاع التدريس عن التلاميذ.
أبرز أهمية تجنيد كل الطاقات البشرية والامكانيات من مستلزمات ووسائل خاصة تمكن قطاع التربية من الاستعداد للعمل بنظام التدريس عن بعد، تحسبا لأي ظرف استثنائي صعب يمكن أن تمرّ به البلاد، مضيفا أن وباء كورونا حتّم على القائمين على القطاع التفكير في إعادة النظر في كيفية تطوير نظام التعليم الرقمي، بعد سنوات من التهميش وعدم تطبيقه على نطاق واسع، داعيا الى استغلال الساتيليت في الاتصالات والرقمنة، كونه يضمن تدفقا عاليا من الأنترنت مع حماية من الاختراق والقرصنة.
يرى رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن التدريس عن بعد بالرغم من إيجابياته، إلا أنه لن يعوّض التعليم الحضوري لغياب التفاعلية بين الأستاذ والتلميذ وصعوبة استيعابه للدروس والبرنامج عندما يتعلق الأمر بالمنصّات التعليمية والقنوات التربوية.
«تزويد المؤسسات التربوية بالأنترنت ضروري»
من جهته، أكد رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ علي بن زينة، أن قطاع التربية إنطلق في تطبيق الرقمنة، منذ عدة سنوات وسبق العديد من القطاعات من خلال الاستعانة بكفاءات جزائرية من مهندسين وتقنيين متطوّعين، ولكن ما تزال الجزائر متأخرة في نظام الرقمنة وتحتاج الى قفزة نوعية في هذا المجال.
قال إن التحكم في الرقمنة بات من الضروريات وإعادة تفعيل الملّفات الأساسية للقطاع واللّجوء الى الربط مع الساتيليت، خاصة وأن الأرضية جاهزة بنسبة 80 بالمئة، مشيرا الى أن المشاكل التي تعترض تطبيق نمط التعليم عن بعد والمتمثلة في ضعف شبكة الأنترنت وانقطاع الكهرباء وعدم تمكن بعض العائلات الميسورة الحال من توفير الوسائل الخاصة باستخدام هذا النظام.
كما دعا رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ علي بن زينة، التلاميذ الى تزويد المؤسسات التربوية بخدمة الأنترنت لإيجاد حل للصعوبات التي يواجهها المدراء والأساتدة في صبّ النقاط، حيث يضطرون في كل مرّة الى الاستعانة بمقاهي الأنترنت للولوج الى المنصّات الرقمية، مضيفا أن منظمة أولياء التلاميذ قدّمت اقتراحات لوزارة التربية فيما يتعلق بتطوير النظام الرقمي.