أكد المدير العام للتلفزيون الجزائري أحمد بن صبان، أن مساعي المهنة توجب علينا اتخاد الكثير من الحذر والجهد، من أجل التصدي لإفرازات الأوضاع الراهنة، ناهيك عن الدور الموكل لمؤسسة التلفزيون الجزائري التي عرفت تحولات كبيرة ومازالت تراهن على التميز والتألق من خلال ما حققته من إنجازات نالت نسبة كبيرة من الاستحسان والرضا لدى المشاهد.
صرح بن صبان أن التلفزيون الجزائري المتألق من خلال رسالته الإعلامية التي مازالت تراهن على ربح معركة المصداقية، الذي بالرغم من الممارسات السياسية وبعض التحالفات التي كانت على حسابه لفترة دامت 20 سنة، أصبح الآن بمثابة جدار أمني يحمي قيم هذا البلد واستقراره، مضيفا أن التلفزيون الجزائري كان مرجعا ولا يزال ذلك الصرح الذي يجمع الرأي والرأي الآخر، وسيسعى جاهدا إلى بث الصورة الصادقة عن البلد بكل ما تحمله المهنة من موضوعية وحياد.
أجاب أحمد بن صبان عن سؤال «الشعب» الذي مفاده هل بالإمكان إطلاق قناة ثقافية مئة بالمائة: «أن التفكير في هذه المسألة بالذات غير وارد حاليا ولكن أجزم بأن كل محتوى باقي القنوات هو امتداد لثقافتنا».
عرج المتحدث حول إنشاء القنوات التي صنعت الحدث ووجد فيها المتلقي ما يطمح فيه من إعلام بديل، وقال في ذات الصدد: «في سنة 1994 تم إطلاق قناة «كنال ألجيري» لمخاطبة الجالية الجزائرية بالخارج، القناة التي سمحت للمواطن الجزائري المغترب أن يشم تراب الوطن من خلال المحتوى الذي جاء بلغة البيئة التي يعيش فيها، ثم تم إطلاق قناة الجزائرية الثالثة لمخاطبة العالم العربي بالضبط في المشرق العربي، ثم إطلاق القنوات الدينية لما رأينا حاجة المواطن للاستزادة من الأمور الفقهية التي كان يبحث عنها في قنوات أخرى، وغالبا ما تكون غير ذات المرجعية التي يريد، وعليه سعينا أن يكون مطلبه في متناوله ووفق الاستناد الديني على ضوء المذهب الذي ينتمي إليه، بالاضافة إلى إنشاء قناة الجزائرية الرابعة الناطقة بالأمازيغية التي تعتبر واجهة الثقافة والإرث المادي واللامادي النابض في تاريخ وطننا، ثم ارتأينا خلال جائحة كورونا إطلاق قناة المعرفة الجزائرية، وهي قناة تربوية تعليمية مهمتها بث كافة الدروس والمنهاج لطلاب الجزائر على مدار الساعة، وأخيرا أضفنا في الفاتح من نوفمبر شعلة أخرى إلى قنوات التلفزيون الجزائري تمثلت في قناة الذاكرة».
نوه أحمد بن صبان بأن المؤسسة العمومية قادرة على تجاوز التحديات الكبرى، بالرغم من النقائص التي تعرفها أغلب المؤسسات الإعلامية، وهي تضم صوتها إلى صوت المواطن الذي يرغب في إعلام يعكس الواقع ويكون سببا في وصول صوته من خلال أقلام تربت على الوطنية وستظل مدافعة عن قيم المنظومة التي نحن مطالبين بالتأقلم معها على ضوء ما ترتضيه النظرة العميقة للجزائر الجديدة.