قال الدكتور الشادلي سعدودي نائب المنسق الوطني لنقابة الكناس، إن الجامعة الجزائرية تعيش الاستثناء منذ 2019، بسبب الحراك وبعدها الجائحة، والكناس الى جانب منظمات طلابية عديدة ساهمت في إنقاذ السنة الجامعية بتنظيم المسار الدراسي في هذه المرحلة وفق نظرة إستشرافية، قابلها وعي كبير من قبل الطلبة لتدارك شبح سنة بيضاء.
ذكّر الدكتور الشادلي بدور نقابة «الكناس» وبعض التنظيمات الطلابية في محاولة منها نشر الوعي في الوسط الجامعي خاصة خلال فترة الحراك، فبعد خروج فئة من الطلبة للشارع يهتفون بسنة بيضاء، دافعت منظمة الكناس عن اتمام السنة الجامعية قناعة منها يقول: «بأن المستقبل يكون زاهرا بتكاتفنا وإجتهادنا وواجهنا الكثير وقتها لأننا رفضنا بزج بالجامعة في مستنقع كهذا والدخول في دوامة لا نعرف مخرجا لها».
كما يرى الدكتور الشادلي، أنه لا يمكن التصريح بأن التحصيل كان جيدا، حيث مررنا بحراك شعبي دام طيلة سنة ثم جاء بعدها وباء كوفيد-19، ناشرا هلعا كبيرا وتخوفات ورعب وسط الطلبة خاصة في الأيام التي عاشت فيها الجزائر تصاعدا في منحى الإصابات والوفيات أثر نوعا ما على السير العادي للدراسة، ولكن في سنة 2020 كان لابد من التكيف مع الوضع الاستثنائي لإنقاذ الجامعة من شبح السنة البيضاء.
وأضاف أن الطلبة والأساتذة أحرار في التعبير عن أرائهم والخروج في إحتجاج والتظاهر، غير أنه لا يجب أن يكون على حساب الموسم الدراسي وعليه تمّ التوصل بعد مشاورات موسعة في إختيار يوم للتعبير عن موقف الجامعة وكان يوم الثلاثاء وقد ساهمنا بذلك بفضل وعي الأساتذة وشريحة كبيرة من الطلبة في عدم التوجه الى سنة بيضاء.
وفي تقييمه لوضع الجامعة على وقع ما عرفته منذ شهر مارس 2019 الى غاية اليوم قال إنه، «عندما نأتي الى التقييم لابد علينا أولا النظر الى ما تم تحقيقه من إنقاذ الموسمين الدراسيين في ظلّ الظروف المعاشة، معلقا هنا: «أنه حتى وإن حققنا نسبة فائدة قليلة جدا إلا أنه في حال ما نظرنا الى ما كان يمكن أن يحصل من إنحراف في حال ترك الأمور تسير دون سيطرة وتسيير محكم يجعلنا على يقين أن التقييم العام يذهب نحو الايجابي».
وبشأن هذه النقطة أضاف أن التوجّه كان إضطراريا وليس إختياريا ولو كان كذلك كان يتوجّب التحضير له، وعليه من العادي أن نسجل بعض الأخطاء ونحن نقوم بتقويم تلك الإختلالات ومهما يكن سجلنا نتائج مرضية ويبقى التحصيل يتفاوت مابين الجامعات والطلبة كون هناك من استغّل فرصة الجائحة في إجراء البحوث و استكمال المذكرات.
وأكد المتحدث في حال تسجيل موجة ثالثة، ضرورة التحلي بالوعي، خاصة وأننا نعيش سنة من عمر الجائحة، ما يعني إكتساب تجربة لا بأس بها في كيفية التسيير والتحضير لما هو أسوأ، خاصة وأننا في مرحلة لا مجال فيها للتأخير والتعليق فلابد من الزيادة في الإحتياطات والصرامة في التسيير.
ودعا في هذا الصدد كافة مسؤولي القطاع بصفة عامة والجامعات، خاصة الى ضرورة تحمل مسؤولياتهم بمن فيهم الطلبة الذين توجب عليهم أكثر من أي شخص أن يكونوا واعين بهذا التحدي العالمي ورفع التحدي من خلال الإجتهاد في التحصيل العلمي والتقيّد بكافة الإجراءات المتبعة في البرتوكول الصحي المعلن عنه من قبل الوزارة الوصية.
معالجة الإختلالات للتكيف مع الأزمات
وفي تقييمه لتحصيل البيداغوجي خلال الموسم الفارط والحالي على ضوء الأحداث التي عرفتها الجامعة من حراك وجائحة كورونا أوضح فاتح سربلي رئيس المكتب الوطني للمنظمة الطلابية الجزائرية الحرة أن المشكل أعمق باعتبار أن نظام التدريس المعتمد حاليا والخاص بنظام «أل، أم، دي»، يحرص على الكم أكثر من النوع، وعليه يؤكد أن التحصيل البيداغوجي نفسه في الحراك وفي جائحة كرونا وقد يبقى نفسه مستقبلا في حال عدم إعادة النظر في المنظومة الجامعية.
ومن هذه الزاوية يرى ضرورة معالجة الإختلالات وتشريح المشاكل، من أجل التمكّن من التكيف مع الأزمات المستقبلية ومواجهتها بطريقة تبعدنا نهائيا عن شبح السنة البيضاء وتضمن في الوقت نفسه تحصيل علمي بيداغوجي في المستوى المطلوب.
وفي شرحه للأسباب التي قد تؤدي الى تسجيل مشاكل في إستكمال السنة الدراسية قال فاتح سربلي، أن شبح السنة البيضاء كان مستعبدا خلال الموسمين الماضيين، فالحراك إنطلق في 22 فبراير وخروج الطلبة كان بع بداية شهر مارس، حيث كانت المؤسسات الجامعية قد أنهت السداسي الأول بنجاح،
ونفس الشيء كان وقت جائحة كورونا، حيث بدأت في شهر مارس أين تمّ الانتهاء من الموسم السداسي الأول، وبالتالي كان شبح السنة البيضاء مستبعدا تماما.
إضافة الى هذه المعطيات التي استثنت الموسمين الدراسيين من الوقوع في شبح السنة البيضاء تم تسجيل وعي كبير يؤكد فاتح لدى الطلبة ممن كانوا حريصين على إتمام مشوارهم الدراسي وتحصيلهم البيداغوجي خلال الحراك الشعبي.
