اقترح كل من رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، فاتح سريبلي، والناطق الرسمي باسم نقابة «كناس» الدكتور الشاذلي سعدودي، خلق نظام جديد يتماشى مع خصوصيات الجامعة الجزائرية، ويراعي المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية للبلد بعد أن أثبت نظام «أل - أم - دي» فشله في تحقيق الأهداف المسطرة نظرا لعدم تهيئة أرضية مناسبة لتجسيده.
أكّد ضيفا «الشعب» أن الجامعة الجزائرية غير مطالبة بأن تبقى تابعة للدول الأوروبية، وليست مجبرة على تطبيق نظام مستورد ولا يتماشى مع الواقع الجزائري، مشيرا إلى أن نظام «أل - أم -دي» ما يزال الى حد الآن مبهما وغير مفهوم، ويحتاج الى رؤية استشرافية وواضحة، ونقاش معمق لتصحيح مسار التعليم العالي وتدارك الأخطاء والاختلالات في التسيير والتنظيم.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم نقابة «كناس»، الدكتور الشاذلي سعدودي، إن الجزائر لديها كفاءات وطاقات تمكنها من تطوير نظام جديد يتوافق مع متطلبات السوق الجزائرية وخصوصيات البلد دون المقارنة بالسوق الاروبية التي تفرض تكوين حسب الحاجيات والمقتضيات، متسائلا عن أسباب عدم الاعلان عن نتائج تقييم برنامج «أل - أم - دي «بإيجابياته وسلبياته. ودعا الى الاستثمار في العنصر البشري واستقلالية الجامعة، وارسال الكفاءات الجزائرية الى الخارج للحد من هجرة الأدمغة دون عودتها، واستغلال ابتكاراتها وقدراتها والذي يشكل نزيفا لمستقبل الاقتصاد الوطني والتنمية، مبرزا أهمية إقامة شراكة وتوأمة مع جامعات البلدان الأخرى، وتصدير الكفاءات وضمان عودتها الى الوطن، وسيكون حصنا منيعا ضد ظاهرة هجرة العقول. وفيما يخص أهمية تطبيق التعليم عن بعد، أوضح الدكتور سعدودي أن هذه الطريقة كانت مطروحة منذ مدة لتفادي الاكتظاظ في الجامعات، ولكن لم تعمم التجربة ولم تطبق ولم تحظ باهتمام واسع، الى غاية انتشار فيروس كورونا الذي فرض اللجوء الى هذا النظام، مؤكدا أنه تم تكوين الأساتذة الجدد لتطبيقه، ويجتهدون في البحث والتدريس عن بعد رغم قلة الامكانيات. وطالبت نقابة «كناس» حسب الدكتور سعدودي بتقديم المحاضرات عن بعد على الأقل بنسبة 50 بالمئة من خلال التطبيقات التي يمكن للطلبة تحميلها بسهولة، والحضور يكون اجباريا في الأعمال التوجيهية والتطبيقية والمخبرية حتى نصل الى مستوى عال في التعليم، ونكتسب تجربة في تقنية التدريس عن بعد. من جانبه يرى رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، فاتح سريبلي، أن عملية التدريس عن بعد حتمية وضرورة فرضتها جائحة كورونا، ولا يمكن الحكم عليها بالفشل كونها تتطلب توفير الظروف الملائمة، خاصة ما تعلق بايجاد حلول نهائية لمشكل تدفق الأنترنت لاسيما في مناطق الظل والنائية، قائلا إن الاساتذة يواجهون عدة صعوبات تعترض انجاح طريقة تعليم جميع الطلبة عن بعد بسبب نقص الامكانيات.
في ذات السياق، أضاف رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة أن التوجه الى هذا النمط يتطلب مراعاة جميع الظروف الملائمة، وتحويلها من نقاط ضعف الى قوة من خلال تكاثف الجهود بين جميع الطاقم الجامعي، مشيرا الى أن 14 أسبوعا غير كافية لتحصيل بيداغوجي لائق.
برأي الدكتور سريبلي فإنه توجد طاقات شابة وطلبة قدموا مقترحات هامة، واستغلوا اجراءات الغلق خاصة توقيف الطيران ليثبتوا قدراتهم وابتكاراتهم في العديد من المجالات، وهم بحاجة الى التشجيع والدعم وفتح المجال أمامهم للكشف عن أفكارهم وابداعاتهم، وبذل المزيد من المجهودات.