أكّد وزير الانتقال الطاقوي شمس الدين شيتور، أمس، أن الشراكات التي ستعقدها الجزائر من اليوم فصاعدا يجب أن تكون مؤسّسة على مبدأ «رابح - رابح»، آخذة بالاعتبار مكانتها في منطقة البحر المتوسط كمصدر لاستقرارها وكبوابة لإفريقيا، وبالتالي لا يمكن التعامل معها كشريك عادي بل فوق العادة.
أوضح شيتور أنه حان الوقت للجزائر استعادة مكانتها وهيبتها، وعدم القبول إلا بشراكة قاطرة واستثنائية وواقعية تعود علينا بالفائدة وتستند على نقل وتوطين التكنولوجيا بها، ولا تقترح المزيد من البيع والشراء فقط، قائلا: «إنّنا اليوم أمام حتمية الانتقال الطاقوي ولكن بالطرق الصحيحة والعلمية لا غير العلم وفقط، فنحن لسنا بمعزل عن ما يجري خارجا».
وبخصوص مشروع «ديزارتيك»، أكد الوزير أنه لم يطلع على المشروع، ولا تتعدى معلوماته حدود كونه مشروع مكتب دراسات ألماني وبعض المعلومات التقنية المتعلقة به في استغلال الحزام الصحراوي للمنطقة العربية وشمال أفريقيا، مشيرا إلى 200 كلم2 لإنتاج 15 ألف تيراوات يمكنه أن يمول المعمورة كلها و100 كلم2.
في المقابل أشار شيتور إلى أنّ المشكل يعود لعدة أسباب اقتصادية، منها تكلفته التي قدرت بـ 450 مليار دولار، ما جعل البنوك في حيرة حول تدبير هذا المبلغ، بالإضافة إلى أن مشروع «ديزارتيك» ليس مقتصرا فقط على الجزائر بل هو موجه ليكون على طول الحزام الصحراوي، ما يطرح العديد من التساؤلات، لاسيما ما تعلق بسيادة الدول المعنية على استغلال المساحات الجغرافية التي توضع فيها معدات النقل والإنتاج، ناهيك عن اشكالية تتعلق بالكابل البحري المتعلق بإيصال الكهرباء نحو أوروبا..وغيرها من الأمور.
وجاء هذا الرد بعد الكثير من الجدل الذي أثاره إسقاط مشروع «ديزارتيك» من التصور الجزائري، ليؤكد فيه أن الجزائر وضعت إستراتيجية وطنية للطاقات المتجددة ترتكز على عدة ورشات وفق نموذج طاقوي خاص بالجزائر يتم السير فيه تدريجيا، على أن تكون الجامعات شريكا فعالا في العملية التنموية.
من جهة أخرىا ذكر المسؤول الأول عن القطاع بلقائه الأخير بالسفير الألماني، حيث شرح له التصور الجزائري بخصوص عقد شراكات متعددة الابعاد والمفيدة للطرفين، والمبنية بمشاريع ملموسة باستغلال المهارة الألمانية وانطلاقا من الامكانيات والموارد البشرية الوطنية من تكوين ونقل للتكنولوجيا، والتوجه نحو المنتوجات الذكية باعتبارها المستقبل، فالجزائر لا تعيش بمعزل عن الخارج وعليها أن تتكيّف مع المستجدات في كل المجالات، وهناك تغيرات مستمرة في الاستخدامات وحتى في عاداتنا الاستهلاكية.