حذّر الخبير الاقتصادي والمالي محفوظ كاوبي، من تواصل السّقوط الحرّ للدينار الجزائري مقابل الدولار الأمريكي، ما نتج عنه العجز التّجاري، مؤديا الى ارتفاع الأسعار بمعدلات قياسية.
شدّد الخبير المالي على أن تقلبات أسعار النفط أدت بالضرورة إلى تراجع حاد للناتج المحلي الوطني الإجمالي وعائدات البلاد بشكل حادّ. علما أن الجزائر تعتمد على 97٪ من اقتصادها على الريع النّفطي، ما أدى ـ بحسبه ــ الى انهيار أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل العملات الأجنبية، أمر متوقع، موضحا أن ما يحدث حاليا من السّقوط الحرّ لقيمة الدينار، يرجع أيضا الى استراتيجية تقوم على زيادة الإنتاج، ما تسبب في غياب شبه كلي للإنتاج المحلي.
ويؤكد الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، أن انحسار الناتج المحلي الإجمالي، ولّد اقتصادا ضعيفا، أضعف معه قيمة الدينار».
وأضاف المتحدث، أن القيمة المتدنية لعملة الجزائر اليوم، كانت محصلة للمراهنة على وفرة البترول والاعتماد على ريع الذهب الأسود أكثر، على حساب قطاعات اقتصادية منتجة أخرى، حيث نتج عن ذلك اقتصاد غير متنوع بما فيه الكفاية.
ويرى الخبير الاقتصادي أن من بين الحلول الناجعة لإنقاذ الدينار الجزائري من الانهيار «البحث عن حل اقتصادي جذري يصنع الثروة للجزائريين ويحررهم من قناة مداخيل البترول القاتلة للإرادة والنهوض بالعمل والدفع بالانتاج الوطني المحلّي، والتخلي عن فكرة الإعتماد على الريع النفطي. فالواقع المعيشي للجزائريين يشهد تدهورا، وأبرز ما فاقم معاناة الجزائريين وساهم في تدني قدرتهم الشرائية غلاء الأسعار وارتفاع نسبة التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية.
وانعكس هذا التراجع في أسعار الدينار سلبا على الأوضاع المعيشية في البلاد، حيث قفزت أسعار العديد من المواد الاستهلاكية، خاصة الغذائية منها، أثرت مباشرة على استهلاك المواطن، الذي لايزال يدفع فاتورة تداعيات أزمة كوفيد-19 المستجد.
جدير بالذكر، أن أسعار صرف العملات الأجنبية قد ارتفعت مقابل الدينار الجزائري، خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي في السوق 218.98 دينار للشراء، و221.41 دينار للبيع، وفق تداولات غير رسمية، واستقر سعر الدولار عند 180 دينار للشراء، مقابل 182 دينار للبيع.