أسماء خالدة حملت على أكتافها همّ الوطن وحلم الدولة، فكانت أيقونات المقاومة وقيادات المرحلة. ومن بين هؤلاء، يبرز اسمان جمعتهما روح الثورة وصلابة الموقف: القائد الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار)، والقائد الأسير مروان البرغوثي، “مانديلا فلسطين”
رغم اختلاف الأجيال والظروف، إلا أن العلاقة بين أبو عمار والبرغوثي لم تكن مجرد علاقة تنظيمية داخل حركة “فتح”، بل كانت علاقة نضالية عميقة تقوم على الثقة، والرؤية المشتركة، والإيمان الراسخ بأن فلسطين لا تُحرر إلا بإرادة شعبها.
أواصر العلاقة: ثقة القائد وولاء المناضل
عرفات رأى في البرغوثي امتدادًا للثورة وروحًا شابة قادرة على إشعال جذوتها في قلب الانتفاضات المتلاحقة. دعمه، احتضنه، وأوكل له مهامًا سياسية وميدانية، مؤمنًا بقدرته على الجمع بين البندقية والسياسة، بين التنظيم والعمل الشعبي. أما مروان، فقد كان وفيًّا لهذا الإرث. لم يتخلّ عن خط ياسر عرفات، لا في السجن، ولا تحت ضغط الاحتلال وجه الشبه في القيادة: وحدة الروح والتوجه.
1. الكرزما الشعبية والالتصاق بالناس
كلا القائدين امتلكا قدرة فريدة على مخاطبة الجماهير. ياسر عرفات، برمزيته وبزّته العسكرية، ومروان البرغوثي بخطاباته من خلف القضبان، كلاهما كانا قريبين من الشارع الفلسطيني، يعبران عنه وينتميان إليه.
2. المزاوجة بين المقاومة والسياسة
عرفات أمسك بالبندقية بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى، ومروان البرغوثي مثّل هذا النهج حرفيًا، فكان من أبرز قادة الانتفاضة الثانية، وفي الوقت ذاته أحد رموز التوجه نحو الحل العادل والشامل.
3. التمسك بالثوابت ورفض التنازل
رفض أبو عمار التنازل عن القدس وحق العودة، فحوصِر واستشهد واقفًا. ومروان البرغوثي، رغم سنوات الأسر الطويلة، رفض المساومات السياسية ولم يساوم على كرامة الأسرى أو على الثوابت الوطنية.
4. الوطن قبل الذات
لم تكن المناصب هدفًا، بل وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى: تحرير فلسطين. كلاهما قدّم حياته على مذبح الوطن؛ عرفات باستشهاده، والبرغوثي بأسره الطويل، الذي اختاره على أن يكون شاهد زور على تصفية القضية.
فـــــــي الختــــــام:
العلاقة بين أبو عمار ومروان البرغوثي ليست فقط علاقة رفيقين في النضال، بل هي علاقة بين جيلين حملا شعلة واحدة، وبوصلة واحدة، ورفضَا الانحناء أمام العاصفة. وإذا كان عرفات قد غاب جسدًا، فإن البرغوثي لا يزال حاضرًا، شاهدًا على الإرث،
في فلسطين، لا تنطفئ الجذوة، بل تنتقل من يد إلى يد، من روح إلى روح...ومن قائد إلى قائد