اغتنمنا فرصة لقائنا مع الدكتور حدادو مراد، المختص في طب الأطفال بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري المصادف لـ ١٤ نوفمبر من هذه الـسنة، للتعرف على مرض السكري الذي بإمكانه أن يصيب الأطفال منذ سن مبكرة، حيث أشار إلى أن هذا الداء يعيق المسار الدراسي للطفل وخصوصا في مرحلة البلوغ، كما أكد على ضرورة مراعاة نفسية الطفل وحاجاته الدائمة لمتابعة صحية مستمرة بتجنيبه عناء التنقل من طبيب مختص إلى آخر بتوفير كل التخصصات العلاجية في مكان استشفائي واحد. وفي الوقت نفسه ينصح الأولياء بتعويد أطفالهم على تناول أغذية صحية لتجنب السمنة ويحذرهم منها باعتبارها عاملا مباشرا في الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض.
- ¯ ما علاقة السمنة بالإصابة بداء السكري؟
¯¯ تعتبر السمنة لدى الأطفال ظاهرة جديدة في المجتمع الجزائري وقد انتشرت في الأعوام الأخيرة بسبب الإفراط في تناول أغذية تحوي سعرات حرارية مثل السكريات والحلويات والأكلات الدسمة المتوفرة في محلات الأكل السريع بالإضافة إلى نقص النشاط البدني وهذا ناتج عن اكتظاظ في الجدول الزمني، فالطفل أصبح يدرس بصفة مستمرة حتى في أوقات راحته، وهذا ما نتج عنه ارتفاع في عدد الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد. ففي الماضي غير البعيد كنا نأكل بطريقة بسيطة، إلا أن هذا النمط المعيشي والغذائي أصبح في تغير مستمر، وهذا ما يؤدي حتما إلى الإصابة بأمراض تشكل خطرا على صحة أطفالنا نذكر من بينها مرض السكري بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل الالتهاب الشرياني للأطراف السفلى لدى الطفل، وهي أمراض كلها تشكل خطورة على صحته وحياته وهذا ما قد يعرضه إلى خطر السكتة القلبية مستقبلا .
- ¯ ماهي الأعراض الأولى التي تظهر عند الطفل المصاب بالسكري؟
¯¯ يمكن أن يصاب الطفل بمرض السكري في سن مبكرة من عمره وقد يحدث الأمر منذ السنة الأولى حيث يلاحظ تغيير الحافظات عند الطفل الرضيع بصفة متكررة أكثر من الطبيعي بسبب كثرة التبول وهنا يجب توخي الحذر، لأن ذلك قد يتسبب في إصابة الطفل بالجفاف دون سابق إنذار وهو ما يشكل خطرا على حياته بالإضافة إلى تعقيدات صحية أخرى ومن الاستعجال عرض حالة الرضيع على الطبيب كما أنه من الصعب اكتشاف المرض في هذه السن، نظرا للخلط الذي يحدث مع مرض التهاب السحايا، مما يؤكد ضرورة القيام باختبار نسبة السكر في الدم من خلال الكشف الكامل والمعمق لحالة الرضيع، أما عند الطفل الذي يفوق عمره العامين، فيلاحظ بوضوح ظهور علامات التبول المتكررة أيضا والتي تعد مؤشر على احتمالية الإصابة بمرض السكري حينها يحضر الأولياء أبناءهم إلى العيادة للكشف وبالخصوص الذين يكون أحدهم مصابا بمرض السكري سواء كانت الأم أو الأب أو أحد أفراد العائلة وفي أغلب الحالات عندما يلاحظون كثرة التبول عند الطفل، الذي يجعله يستيقظ مرات عديدة خلال الليل، وخاصة إذا بدأ الطفل يبلل الفراش ليلا، رغم أنه درب على الذهاب إلى المرحاض، نضيف إلى ذلك العطش الشديد الذي يشعر به الطفل. ففي هذه الحالة يكون شرب الكثير من السوائل لديه لاسيما الماء أو العصير بصورة أكثر من المعتاد.
- هل هناك أعراض أخرى ؟
هناك علامات أخرى تظهر على الطفل مثل الأرق وفقدان الوزن والشهية، وأن يكون جائعا دائما أو أن يتناول الطعام في كثير من الأحيان على الرغم من شرب الكثير من السوائل، قد تبدو على طفلك أعراض الجفاف، مثل جفاف الجلد، أو جفاف الفم أو التعب والارهاق زيادة على أنه في حالة ما إذا أصيب الطفل بجرح، فإنه لا يلتئم بسرعة. في بعض الأحيان، أما إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعا جدا، فإن الطفل قد يصاب بالقيء المستمر، وخاصة إذا كان مصحوبا بضعف أو نعاس، وهناك بعض الأطفال يصابون بآلام في المعدة، أو بالصداع أوتعكر المزاج أوتظهر على مناطق من جسمهم على مستوى الجلد بثور تدل في غالب الأحيان على الاصابة بالسكري.
- ¯ ماهي أهم النصائح التي تقدمونها للأولياء والأشخاص المحيطين بالطفل المريض؟
¯¯ من المهم جدا توعية الأشخاص المحيطين بالطفل المصاب بالسكري سواء كانوا جزءا من العائلة أو من المدرسة بكل الارشادات الصحية التي تخص حالات الاسعافات الأولية وكيفية الحرص على تناول الطفل المريض لغذاء صحي سليم. مع إعلام المسؤولين في المدرسة بمرض الطفل من أجل تفهم وضعيته الصحية وخصوصا وأنه بحاجة ماسة الى مساعدتهم في كل الأوقات، كما يجب على الأولياء تقبل مرض ابنهم لكي يسهل عليه هو أيضا تقبله من جهته لأننا نسجل حالات كثيرة من الانتحار التي تحدث لدى المراهقين المرضى الذين لا يتقبلون وضعيتهم الصحية مما يجعلهم يفقدون الأمل ويتخلون عن الأنسولين التي تعد منقد حياتهم الرئيسي من الموت في كل الحالات. مما يستدعي اهتماما جديا من طرف المحيطين بهم، لأن في معظم الحالات تكون عواقب هذا المرض خطيرة للغاية ودون رحمة.