في خطوة مفاجئة، باع الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا، أكثر من 132 ألف سهم مملوكة مباشرة بسعر 41.94 دولار للسهم، بقيمة تقدر بنحو 5.6 مليون دولار، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه شركته التوصل لنتائج إيجابية حول لقاح كورونا.
فقد باع بورلا حوالي 60 % من الأسهم في حيازاته الشخصية بشركة فايزر يوم الاثنين الماضي، لينضم إلى بعض كبار المديرين التنفيذيين في شركات صناعة الأدوية الأخرى التي تسعى للحصول على لقاحات Covid-19
، بما في ذلك شركة Moderna، وشركة Novavax، الذين باعوا أجزاء كبيرة من الأسهم بعد الأخبار الواعدة عن عقار كورونا الخاصة بهم.
لكن بعض المستثمرين أوضحوا أن مبيعات الأسهم، على الرغم من أنها لافتة للنظر، ليست بالضرورة مصدر قلق، وفقاً لـ «وول ستريت جورنال».
يذكر أن فايزر وشريكتها BioNTech أعلنت الإثنين الماضي أن لقاح Covid-19 أظهر في تحليل مبكر فعاليته بأكثر من 90% في الوقاية من عدوى المرض.
وتنتظر الشركة بيانات السلامة، ولكن يمكن أن تتقدم بطلب للحصول على إذن طارئ لدى المنظمين في وقت مبكر من هذا الشهر.
وتسبب الخبر في ارتفاع سعر سهم شركة فايزر بنسبة 15% تقريبا إلى 41.99 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عام. واندفعت الأسواق العالمية أيضا، متمسكة بالآمال التي قد يكون العالم فيها أقرب إلى العودة إلى طبيعته.
وباع بورلا أكثر من 132,000 سهم مملوك بشكل مباشر بسعر 41.94 دولار للسهم الواحد، أي ما يعادل أكثر من 60% من أسهمه، حيث لا يزال يملك 78273 سهما مباشرا و3539 سهما بشكل غير مباشر. وفى يوم الاربعاء أغلقت الأسهم عند 38.52 دولار .
وفي السياق، ذكرت متحدثة باسم شركة فايزر، أن الرئيس التنفيذي للشركة حصل على تصريح بالبيع في فبراير وجدد التفويض في أغسطس بشروط متطابقة للأسعار والحجم.
كما أضافت أن بورلا يملك كمية كبيرة من أسهم شركة فايزر بموجب خططنا الادخارية المؤهلة وغير المؤهلة، التي تقدر قيمتها بنحو تسعة أضعاف راتبه الذي يبلغ 1.65 مليون دولار».
من جهته، قال المدير الإقليمي السابق للجنة الأوراق المالية والبورصة مارك فاغل، إن خططًا مثل تلك التي استخدمها بورلا، عادة ما تكون مصممة لتحفيز عمليات تداول تلقائية للأسهم، ومن المقرر إعدادها مسبقًا بما يكفي بحيث لا يكون لدى المدير التنفيذي معلومات داخلية عند إنشاء الخطة.
وكان البيع جزءا من التخطيط المالي الشخصي لـ «بورلا» واعتمد على ما يعرف بخطة «10b5-1»، التي تسمح للإدارات التنفيذية المطلعين على أحداث جوهرية في الشركات المدرجة في البورصة بتداول عدد محدد سلفاً من الأسهم في وقت محدد سلفاً، وفقا لشركة فايزر.
إلى ذلك، أشار بعض الأكاديميين إلى أنه في حين أن مبيعات أسهم صانع اللقاحات قد تكون قانونية ومحددة سلفاً، إلا أنها تخاطر بالمزيد من الضغط على أجزاء كبيرة من الجمهور المترددة بالفعل بشأن تناول لقاحات Covid-19 وسط مخاوف من أن يتم تسريع تطويرها.
«إمكانية تآكل الثقة»
وفي حين أن بيع الرئيس التنفيذي لـ فايزر لأسهمه ليس مدعاة للقلق، إلا أنه يحمل «إمكانية تآكل الثقة»، وفقاً لـ موريس شفايتزر، الأستاذ في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا والذي يدرس الثقة في الأعمال التجارية. وقال «إنها مازالت نظرة سيئة وإنها عملية بيع كبيرة، ولدينا بالفعل أشخاص يحاولون معرفة كيفية زرع الثقة في اللقاح».
يشار إلى أنه في مودرندا ونوفافاكس، اللتين تقومان أيضاً بتطوير لقاحات «كوفيد-19»، باع المديرون التنفيذيون أيضاً حصصاً كبيرة من أسهمهم، معظمها مخطط لها مسبقاً، بعد نشرات إخبارية إيجابية.
وقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا ستيفان بانسيل، إلى أنه يحتفظ بنحو 99% من أسهمه المملوكة له منذ بداية العام.
في حين قالت متحدثة باسم نوفافاكس إن المديرين التنفيذيين لها قد يبيعون الأسهم لأسباب تشمل «التنويع، أو لدفع الرسوم الدراسية الجامعية، أو شراء منازلهم».