يعاني عدد كبير من الجزائريين من مرض القولون العصبي ،حيث بات المرض مشكلا يهدد الصحة العمومية بسبب تغير النمط المعيشي ،ويجد المصابون بالقولون العصبي صعوبة في اختيار نوعية الأكل ونظام غذائي صحي يمكنهم من التعايش مع الداء دون أضرار وضمان حماية ضد الأعراض المزعجة والمؤلمة وتفادي حالات تهيج القولون.
أرجع بعض الأطباء أسباب انتشار حالات القولون العصبي في الجزائر إلى الضغوطات النفسية التي يعيشها الشخص والتعرض لحالة قلق وتوتر لها أثر عضوي على القولون أو اضطراب يحدث في القولون مما يفقده القدرة على أداء وظيفته بشكل طبيعي، فبعض التغييرات والتفاعلات بالقولون قد تسبب خللا في وظائفه مسببة القولون العصبي، كما أن نوعية التغذية التي تستهلك يوميا يمكن أن تكون سببا في الإصابة بالقولون العصبي .
وحسب أطباء مختصين فان القولون العصبي هو اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه خلل في وظيفة القولون ينتج عنه آلام مزمنة على مستوى البطن دون وجود خلل عضوي واضح،حيث يقوم الطبيب بتشخيص الحالات حسب الأعراض التي تصاحب المرض والتي تختلف من شخص إلى آخر، فهناك من تظهر لديه بعض الأعراض كالآلام الشديدة في البطن والإصابة بالإسهال وفي بعض الأحيان يتناوب الإمساك والإسهال، مع غلبة أحدهما على الآخر فمن الممكن أن يستمر الإمساك لشهر قبل حدوث حالة الإسهال، كما يختلف موضع وشدة ألم البطن بشكل كبير ،إذ يمكن أن يكون في أي مكان من الجزء العلوي من البطن على شكل تشنجات.
ومن بين علامات الإصابة بالقولون العصبي انتفاخ البطن واحتباس
الغازات داخلها، وهو ما يضايق المصابين نظرا لتكرار هذه العلامات في كل مرة، ويمكن للمريض أن يصاب بالغثيان والتعب الشديد مع حدوث إمساك وإسهال بالتناوب ،ويزيد ألم البطن عند وجود ضغط وتوتر نفسي وبعد نحو ساعة أو ساعتين من تناول الطعام وتختلف حدة أعراض القولون ووثيرتها من شخص لآخر ويمكن أن تتراوح بين أعراض خفيفة جدا لا تؤثر على مسار الحياة الروتينية وأعراض حادة ومتكررة تضر بجودة الحياة.
ونصح الأطباء المصابين بالداء بين بضرورة إتباع حمية غذائية مناسبة للتخفيف من أعراض المرض ونظام غدائي صحي لا يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون وحتى
السكريات التي يزيد الإقبال عليها
،من خلال التقليل منها قدر الإمكان نظرا للمخاطر الصحية التي يمكن أن تنتج عن استهلاكها المتكرر
،حيث يتسبب ذلك في تفاقم أعراض القولون العصبي بشكل مزعج خاصة ما تعلق بانتفاخ البطن والغازات التي يعاني منها أكبر عدد من المصابين بالقولون ،زيادة على الألم القولوني في البطن ومغص شديد مع الإصابة بالإمساك ،وهو
ما يجعل المرضى يصابون بقلق وانزعاج من هذه الحالة .
كما أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي يشعرون بتحسن وارتياح طيلة الساعات التي لا يأكلون فيها ولكن سرعان ما تعود الأعراض للظهور مرة أخرى مع تناول الطعام ،وتزداد أعراض اضطرابات القولون بشكل كبير مع الطعام الذي يتسم باحتوائه كميات كبيرة من الدهون والكميات الكبيرة في الوجبة الواحدة وكذا الإفراط في استهلاك القهوة والمشروبات الغازية ،ومن الأفضل تعويضها بالماء المعدني والمشروبات الطبيعية والفواكه والخضر الغنية بالألياف .
ومن أجل التخفيف من أعراض القولون ينصح مرضى القولون العصبي بالحرص على تقسيم الوجبات إلى 3 وجبات رئيسة بأحجام صغيرة، ويمكن إضافة وجبة خفيفة إضافية مع خفض محتوى الدهون في الطعام،بالإضافة إلى تناول الطعام بهدوء والحرص على مضغ الطعام جيدا ،كما يجب تنظيم مواعيد الوجبات ،بحيث تكون ثابتة كل يوم لأن انتظام مواعيد دخول الطعام للجهاز الهضمي يساعد بشكل كبير على تخفيف الأعراض ،زيادة على ضرورة الجلوس في وضعية مريحة أثناء تناول الطعام وعدم تناول الطعام أثناء الوقوف أو في وضعية استعجال.
ومن المستحسن أن يقوم المصاب بالقولون العصبي بممارسة الرياضة بانتظام مع الحرص على عدم التعرض لتوتر أو شد عصبي زائد لما له من دور في تفاقم الأعراض، خاصة مع زيادة التوتر على وجه الخصوص.