خنساوات الجزائر

سهام بوعموشة

المرأة الجزائرية من أشجع نساء الكون ومناضلة بأتم معنى الكلمة، منذ أن وطئت أقدام المحتل أرض الجزائر الطّاهرة، بحيث قدّمت تضحيات جسام خلال حرب التحرير الوطني بوقوفها إلى جانب أخيها الرجل، ولم تتوان لحظة في دعمه فكانت الممرّضة، المسبّلة، الفدائية والجندية التي حملت الرشاش لمواجهة جنرالات العدو الفرنسي المتخرّجين من أكبر الكليات الحربية ومدجّجين بالأسلحة، وهرّبت المناضلين عبر الحواجز الأمنية دون خوف وبجرأة وشجاعة قل مثيلها.

فكانت بذلك مصدر قوّة وسندا لأخيها الرجل، كما تعرّضت لأبشع أنواع التعذيب، فالاستعمار لم يفرّق بينها وبين الرجل ولم يأخذ في الحسبان أنها امرأة، أنوثتها وجسمها الضّعيف لا يحتمل العذاب، كما أنّها مرّت على السجون، وما تحملته المرأة الريفية في القرى والمداشر تحملته المرأة في المدن.
 والأمثلة عن هاته النسوة كثيرة منها لالا فاطمة نسومر، حسيبة بن بوعلي، مريم بوعتورة، مليكة قايد، جميلة بوحيرد، جميلة بوعزة، جميلة بوباشا جوهر أكرور، وريدة مداد، فضيلة سعدان، زيزة مسيكة، لويزة إيغيل أحريز، باية ماروك، وكذا المجاهدة المرحومة محجوب عرايبي الزهرة الملقّبة بـ «العطافية» من مواليد 1897 ببلدية العطاف بولاية عين الدفلى، واحدة من بين خنساوات الجزائر القلائل، إذ قدّمت ستة من فلذات أكبادها شهداء خلال ثورة التحرير المجيدة، وبعد الاستقلال واصلت المسيرة لتعتلي المناصب وتبرهن على كفاءتها مثلها مثل الرجل، وما تزال تسير على هذا الدرب لتساهم في تنمية الوطن على كل الأصعدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024