ولد الشّهيد بن بعطوش في 16 ديسمبر سنة 1929، تلقّى الشّهيد تعليمه الأولى على يد الشيخ المرحوم سي مولاي من ولاية أدرار، وحين بلوغه سن السادسة أخذه أبوه إلى مدرسة الأهالي ببريكة، المسماة اليوم باسم الشهيد فرحات محمد الطيب وفيها زاول تعليمه باللغة الفرنسية، وكان ذلك بين سنتي 1935 - 1937 لينتقل بعدها إلى مدينة باتنة ويواصل دراسته الابتدائية بمدرسة الأهالي المخصصة للأطفال العرب، والمسماة اليوم بمدرسة الأمير عبد القادر، واستمر فيها إلى أن نال الشّهادة بفوزه في امتحان السادسة في حدود سنة 1942 في خضم الأزمة العالمية الثانية، ليواصل تعليمه باللغة الفرنسية واستطاع أن يحرز على شهادة الأهلية سنة 1946، وفي نفس السنة التحق بالثانوية العصرية بقسنطينة ثم ثانوية دومال بنفس المدينة، وتحصّل على شهادة البكالوريا بجزءيها الأول والثاني بين سنتي 1948 - 1949، ليلتحق مباشرة بجامعة الجزائر، حيث سجل في فرع الطب، لكنه لم يكمل بسبب المعاناة التي تلقاها من طرف الإدارة الفرنسية، فغيّر تخصّصه والتحق بكلية الحقوق في نفس الجامعة سنة 1951 إلى أن نال شهادة الليسانس بين سنتي 1955 - 1956.
كان متعاطفا مع الثورة والثوار، متأثّرا بأفكار زميله في الدراسة بلعيد عبد السلام، المنخرط في حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية المنبثق عن حزب الشعب، لم يكن الشّهيد منتميا لأي حزب أوفئة كان نائبا لرئيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا 1952 - 1953، ثم عضو اللجنة المديرة للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، حيث كان من بين الأعضاء المؤسّسين لهذا التنظيم في فرنسا، ليصبح عضوا به في المكتب التنفيذي.
كان علاوة بن بعطوش من الطلبة الأوائل الذين انخرطوا في جبهة التحرير، وكوّنوا أول خلية من الطلبة المسلمين الجزائريين المنظمة لجبهة التحرير عام 1956، وفي 19 ماي 1956 كان الشّهيد من بين الأوائل المسؤولين على الإضراب الذي شنّه الطلبة الجزائريون، ثم دخل الشّهيد رفقة زميله الأمين خان في السرية تخفيا عن أنظار العدو وملاحقاته. وفي هذه الظّروف اتّصل بهما بلعيد عبد السلام رفيق الدرب هو الآخر، من باريس يسأل عن حالهما ومآلهما، وهنا قرّر الشّهيد رفقة الأمين خان الانضمام إلى الثورة مباشرة بعد النداء الموجه للطلبة للالتحاق بالثورة.
في شهر جوان من عام 1956، توجّه الرفيقان باتجاه قسنطينة مسافرين بالقطار قاصدين جبل الوحش، ليتّصلا بأول مسؤول في جيش التحرير الوطني وهو سي مسعود بوجريو، وفي اليوم الموالي، بدأ في تقديم دروس عملية لجيش التحرير الوطني عن الإسعافات الأولية التي تلقّاها في العاصمة، ليلتحق بعدها بمركز الولاية الثانية بالقل، ويحضران اجتماع المنطقة الثانية في المكان المسمى “الشكايل”، وهنا يلتقيان بقائد المنطقة، أي منطقة الشمال القسنطيني، زيغود يوسف، بحضور كل من علي كافي، علي منجلي وصالح بوبنيدر، كما كلّفه زيغود يوسف بإنشاء نصوص قانونية تنظم عمل اللجان والمجالس الشعبية في القاعدة التي أنشئت بديلا عن المجالس الفرنسية، فكان لزيغود ما أراد، وقدمت الوثيقة في مؤتمر الصومام وصودق عليها حرفيا وعممت على الولايات التاريخية الستة.
في أكتوبر من عام 1956 تسند للشهيد عضوية القيادة الثانية برتبة رائد، وهنا كلّفه الشّهيد زيغود يوسف بالشؤون السياسية على مستوى الولاية الثانية، لاسيما بعد مؤتمر الصومام والنجاح الذي حقّقه في رأب الصدع بين الإخوة في ما وقع من خلافات حول أسبقية السياسي على العسكري، سافر الشهيد إلى تونس برفقة القائد علي كافي لحضور أول اجتماع للولايات التاريخية الستة مطلع 1958، كان قد قدّم خلالها تقارير مفصلة عن الأوضاع.
بعد عودة الجميع إلى أرض الوطن في أواخر شهر فيفري، وبالضبط بعد خروجهم من غار الدماء من تونس مساء 03 مارس 1958، وصل الكل إلى خط موريس المكهرب للمرور تحته بواسطة حفر خنادق، وعند مرورهم بدءا بالدليل ثم قائد الولاية ثم الرائد علاوة، استشهد هذا الأخير بعد لمسه السلك المكهرب الذي فاقت قوته الـ 8000 فولط، وليسقط بن بعطوش شهيدا ببوشقوف بمدينة قالمة.