استعرض الرئيس الراحل محمد بوضياف في كتابه المعنون بـ ''التحضير لأول نوفمبر ١٩٥٤''، بقلم الرئيس الراحل محمد بوضياف (١٩١٩ ــ ١٩٩٢)، والذي أشرف على تقديم طبعته الثانية شقيقه عيسى بوضياف، الظروف الحقيقية التي نشأت فيها الثورة المسلّحة، وما جرى في تلك الفترة من اتّصالات ومناقشات ومساع، موضّحا أنّ بعض الأشخاص البعيدين عن أحداث الثورة يكتبون عنها بشكل يشوّهها سواء عن قصد منهم أو جهل، فينسبون لبعض الأفراد أدوارا لم يقوموا بها، ممّا أدى إلى جهل الملايين من الشبان لماضي أجدادهم، وجعلهم يتطلّعون بشغف لمعرفة أدنى تفاصيل ثورتهم.وأضاف الرئيس الراحل: ''سينكب حديثي عندئذ على إعادة تشكيل مجرى أحداث سنة ١٩٥٤، محاولا تقديم الحقيقة التاريخية الصحيحة وذكر الأخطاء التي كثر تداولها، ولا ينبغي أن نحصر التاريخ في بعض الأفراد لإدراك ما وقع بالفعل، وإن كان هناك فضل لرجال أول نوفمبر، فإنّه يتمثّل في قدرتهم على تنفيذ ما كانت تتمناه الجماهير الجزائرية''.
ويعتقد المجاهد الفذّ بأنّ التاريخ يحتاج إلى أن يكتب من جديد، وأنّ كل ما سيقوله فيما بعد لا يمكن أن يعتبر إلاّ لمحة خاطفة عن غليان ثوري عنيف، استطاع أن يحوّل أزمة خطيرة للحركة الوطنية إلى مسار لكفاح مسلح أدّى إلى تحرير الجزائر من استعمار دام أكثر من قرن.
وحسب ما أفاد به الفقيد بوضياف في مذكراته، فإنّه إذا أردنا فهم أحداث ١٩٥٤، فلا بد من الرجوع إلى الوراء لكي نحدّد الدواعي الحقيقية للانطلاقة الثورية التي كانت قاعدة للاعداد السريع ولنجاح اندلاع حرب التحرير الوطني، وأنّه من الخطورة أن يمارس تقديس الأبطال (حتى ولو كانوا أمواتا) لأنّ ذلك أحسن وسيلة لإنكار دور الشعب، أضاف يقول.
واستنادا لما دوّنه المؤلف الراحل في مذكّراته، فإنّه من المهم أن نتبع خطوة خطوة تطور الوطنية الجزائرية، وعلى الخصوص تطور حزب الشعب الجزائري الذي كان يمثلها أحسن تمثيل.
وقد تناول كتاب الشهيد محمد بوضياف بالتفصيل الحديث عن عدة محطات تاريخية، وهي مجازر الثامن ماي ١٩٤٥ وعواقبها، وظروف تأسيس حركة انتصار الحريات الديمقراطية، والمنظمة الخاصة، أزمة الحزب واللجنة الثورية للوحدة والعمل واجتماع الـ٢٢ ، تحضير العمل المسلح وغيرها من المواضيع.
بالإضافة إلى حوار مع عيسى بوضياف الصادر بجريدة ''الخبر الأسبوعي'' وملاحق للصور، وستة وثائق منها بيان أول نوفمبر، ووثيقة عن حياة الراحل محمد بوضياف، ورسالة هذا الأخير إلى الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني قبل اندلاع الثورة، وغيرها من الوثائق.
وتجدر الإشارة، إلى أنّ تقديم الطبعة الثانية لكتاب محمد بوضياف: ''التحضير لأول نوفمبر ١٩٥٤''، كتبها الناشر سفيان بن نعمان، بطلب من عيسى بوضياف لتصحيح بعض الهفوات التي كانت في الطبعة الأولى، زيادة على إثراء المؤلف بالصور والوثائق وقصاصات الجرائد للرد على بعض المغالطات التاريخية، حسب ما أفاد به الناشر .
أشرف على تقديم طبعته الـ 2 شقيقه عيسى
كتـاب الرئيـس الراحـل بوضيـاف يلقـى الـرواج الكبـير
سهام بوعموشة
شوهد:9048 مرة